اتجهت الشاعرة الكويتية سعدية مفرح إلى نشر قصائدها عبر «تويتر»، بوصفه وسيلة سهلة ومعاصرة، وغير مكلفة، للتواصل مع قراء ومتذوقي الشعر، مبينة أن المساحة التي يتيحها «تويتر» تتناسب مع طبيعة بيت الشعر العربي الكلاسيكي. وقالت مفرح ل«الشرق»: «كل نافذة جديدة يمكن أن تنفتح على آفاق الشعر أو الأدب بشكل عام، وتستطيع المساهمة في إيصاله إلى القارئ المتذوق، هي وسيلة مفيدة ومطلوبة، ويجب تعزيز وجودها». وأضافت «تويتر في الآونة الأخيرة، أصبح من أهم النوافذ التي يستطيع الشاعر من خلالها أن يطل على قرائه ومتذوقي شعره بطريقة سهلة ولحظوية وغير مكلفة تقريباً. وبالتأكيد يستوي في ذلك الشعراء المعاصرون والقدماء أيضا، فقد أصبح الشعر من مفردات الحياة اليومية، واقترب كثيراً من الجميع، وصار إحدى وسائل التعامل اليومي بين مستخدمي هذا الموقع». وأردفت: «من يستخدم تويتر يلاحظ بسهولة كيف أن كثيراً (من الناس) حولوه إلى واحة أدبية شعرية منوعة، وكيف صارت الأبيات الشعرية التي يكتبونها بأنفسهم أو ينقلونها لآخرين متداولة بشكل ساهم في تكريس أسماء هؤلاء الشعراء لدى الأجيال الشابة تحديدا». وأوضحت أن تويتر يتناسب مع طبيعة بيت الشعر العربي، وقالت: «أظن أن تركيبة البيت العربي الكلاسيكي تتناسب والمساحة التي يمنحها تويتر لمستخدميه في كل تغريدة، فكل بيت من الشعر يعد تغريدة كاملة المواصفات من حيث الحجم تقريباً. طبعا هذا ينطبق على البيت الشعري في القصيدة العمودية تحديداً، أما الشعر الحديث كقصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، فعلى من يريد نقلها إلى تويتر أن يتوخى الحرص كثيراً، لأن القصيدة الحديثة لا تعتمد على وحدة البيت الشعري، بل هي استرسال متماسك من الشعر، ولذلك على من ينتقي من القصائد أن يحاول انتقاء وحدة شعرية عضوية متماسكة نسبياً حتى لا يخل بالمعنى الذي يريده الشاعر غالباً». وأكملت مفرح حديثها ل»الشرق»: «على أية حال ليس المطلوب من تويتر أن يكون مصدراً من مصادر أشعار هؤلاء الكبار مثلا، ولكنه على الأقل يصلح جداً لكي يقدم لنا اقتراحات شعرية يومية، ويشجع محبي الشعر على توسيع آفاقهم الشعرية، كما يشجع غيرهم على القراءة الشعرية اليومية والمساهمة في جعلها عادة جميلة. كما أن «توتير» يساهم أيضا في الإشارة إلى الكتب والإصدارات الشعرية الجديدة في دور النشر والمكتبات العربية.. وكثير من دور النشر استغلت هذا الموقع الشهير والمنتشر لترويج كتبها الأدبية، ونجحت في مهمتها فعلاً..» واختتمت مفرح حديثها في هذا الموضوع بقولها: «بقي لي أن أشير هنا إلى أنني استفدت كثيرا من «تويتر» ليس بصفتي شاعرة وحسب، بل أيضا وأولاً بصفتي متلقية»، موضحة أن «تويتر» ساعدها كشاعرة، في الترويج لإصداراتها بشكل أسرع وأسهل من ذي قبل، «وألاحظ أن كتبي الأخيرة التي صدرت في ظل وجود تويتر وكُتب عنها في هذا الموقع توزعت بشكل أفضل… بل إنها نفدت كلها خلال أشهر قليلة من صدورها». وتعرف الشاعرة سعدية مفرح نفسها في تويتر، الذي يتابعها فيه أكثر من 64 ألف متابع، بالعبارة التالية: «شاعرة وصحفية من الكويت/ معظم تغريداتي في مفضلتي/ صدر لي 16 كتاباً في الشعر والنقد. تواضعت أحلامي كثيراً إلا واحداً منها: أن أصلي الفجر في الأقصى.. بعد تحريره».