وليغضب مني مَن شاء من خبراء ومهندسي أمانة جازان -حتى الأصدقاء منهم- وليذهب طاقم علاقاتها العامة لتسطير ما تجود به السلطنة من ردود مهندسة! ولترفع الأمانة -كالعادة- شكواها ضد شخصي -الفقير إلى الله- لمن تشاء من ولاة أمرنا -أطال الله في أعمارهم- لأنني قررت الخوض في شؤونها «الهندسية» المكدَّسة المقدَّسة! فمجرد الهمس حولها إن جاء من مواطن يُعَدُّ تجاوزاً لخطوط حمراء قانية وطعناً في الأمانة يستوْجبُ الشَّكْم والردْع والعقوبة! أتطاول -أعرف- على قُبَّة! حين أكتب عن «حفرة» بقلب مدينة جازان، شغلت رؤساء بلدياتها -قديماً- والأمناء حديثاً! مستنزفة ميزانياتها عقوداً، وهي تتوسط شارعاً حيوياً يمر بمنجم الملح «المنزوع ملكيته»! عجز عن معالجتها الجميع، بينما لم تعجز الميزانيات في «ردم» تكاليف ردمها عشرات المرات سنوياً تحت بند الطوارئ! أقصدها حفرة «المضريبة» التي أطلق عليها جهابذة الأمانة مؤخراً مسمَّى «القُبَّة الملحيَّة»! وأبدأ مخالفتي بتسميتها -من عندي- بالقبَّة «الذهبيَّة»! ولينضم علماء الجيولوجيا والتربة والآثار إلى صف الأمانة «ضدي» إن أرادوا! قُبَّة ملحيَّة تعجز كل الخبرات والميزانيات طوال كل تلك السنوات! وفي عصر يشهد ردم البحار واستحداث جزر اصطناعية ومدن عائمة وثورة تكنولوجية هندسية ومعمارية وإنشائية! أنهكت بمتابعتها ورصدها محكِّمي كتاب جينيس للأرقام والمنجزات القياسية! قُبَّة الملح كما «تحلو» على لسان الأمانة تسميتها! طال صبر المواطن على التعثر فيها أعواماً، وهو يحلم بحلول هندسية ناجعة، في كل مرَّة يرى معها الأموال تهدر بما يفوق -ربما- ما ينفق على بعض قباب الأولياء في كربلاء والنجف! ركلة ترجيح: الأمانة جلبت لمشاريعها عمالة الصين، مشغلة العالم بصناعة عجائب الهندسة القديمة والمعاصرة، ولم تجلب معها العقول المنتظر منها إحداث الفارق على أرض الواقع! فذرت في عيون المواطن الملح، فإذا به يعاود طرح ذات التساؤل؛ هل من نِيَّة مُخلصة للخلاص من هذه الحفرة؟ وملحنا ذَهبْ!