في الوقت الذي تابع فيه أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر حادثة الهبوط الأرضي التي حدثت في حي "المضريبة" بجازان، أثارت تصريحات أمين جازان المهندس عبدالله القرني ل"الوطن" أول من أمس، والتي أكد خلالها أن مشروع تصريف الأمطار بمدينة جازان ناجح بكل المقاييس، جدلاً واسعا من أهالي المنطقة، وذلك عبر العديد من قنوات التواصل الاجتماعي، حيث عبروا عن استيائهم الشديد من فشل مشروع تصريف مياه الأمطار، ومن تناقض تصريحات القرني مع الواقع الذي شهدته المنطقة بعد غرق العديد من المنازل بسبب مياه الأمطار. يأتي ذلك في الوقت الذي تسعى فيه فرق أمانة المنطقة لمواصلة عملها على مدار الساعة لمعالجة هذه المواقع بعمليات الرش والشفط لهذه المياه. فيما بين المواطن حسن الصوري أن مستنقعات مياه الأمطار أصبحت هاجس الأهالي وتهددهم بخطر الإصابة بالأمراض، وخصوصا أنها تساهم في تزايد البعوض بكميات كبيرة داخل الأحياء. ويرى أحد سكان حي المطار أحمد زيدان، أن انتشار التجمعات المائية الصغيرة داخل الأحياء والشوارع سببه كثرة الحفريات في الشوارع التي أصبحت أحواضا لمياه الأمطار ومحت معها الإسفلت، مطالباً بضرورة معالجة هذه الحفريات بإعادة سفلتة هذه الشوارع. وطالب المواطن عيسى أديب، بضرورة تكثيف عماليات الرش والردم لهذه المستنقعات وخصوصا التي وسط الأحياء؛ وذلك بالتشديد على ملاك الأراضي على ضرورة إجراء عمليات الردم في حال عدم رغبتهم في البناء في الوقت الحالي، وذلك درءا للخطر والحد من انتشار الأمراض. من جهته، اعترف أمين جازان أمس، أن المشكلة التي تعاني منها الأمانة هي في المواقع التي لم يصل إليها مشروع التصريف الذي غطى حالياً جزءا قليلا من المدينة، ونسعى لإكمال المشروع وذلك ليصل لبقية الأحياء في المدينة، مؤكداً أن المواقع التي نفذ فيها المشروع نجحت في تصريف مياه الأمطار بشكل جيد، وكانت لدينا مشكلة واحدة وهي إقفال النفايات للمخارج ونظفت وضخت المياه بعدها بشكل جيد. وأكد أن أمانة المنطقة حريصة على الاهتمام بوضع الأحياء في مدينة جازان، ولذلك بدأنا في تنفيذ مشروع ضخم لتطوير الأحياء وخصوصاً في حي المطار، وكذلك إيصال مشروع التصريف لها وفق الخطط المعدة، مشيرا إلى أن المشكلة الأكبر هي تجمعات مياه الأمطار التي تتحول إلى مستنقعات، وتنتشر في عدد من الأراضي داخل الأحياء، "وهذا هاجس نعاني منه كثيرا، لأن مدينة جازان لا يمكن أن نجعلها على طبيعتها ويجب أن تكون الشوارع مرتفعة لكي نضمن عدم وصول المياه داخل المنازل". من جهته أوضح مدير الدفاع المدني بمنطقة جازان اللواء حسن القفيلي أن حادثة الهبوط الأرضي وقعت في طريق رئيسي بالحي وعلى جانبيه، ولم ينجم عنها إصابات بشرية ولا خسائر مادية، حيث تمت مباشرة الحادث وتم وضع حزام أمني للسلامة والتحذير من الاقتراب من منطقة الخطر، وهناك تواصل مع الجهات المختصة وهي البلدية والمرور والدوريات الأمنية والكهرباء التي باشرت الحادث فورا لإزالة الخطر. وأشار إلى أن الحادث ناتج عن الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة جازان الجمعة الماضي لكون تلك المنطقة أرضيتها تتشكل في داخلها كتل من الملح الحجري، وهي خالية من المساكن لكونها منطقة منهارة.