طالب أهالي منطقة نجران، الجهات المختصة بردم الآبار الارتوازية المكشوفة في مزارع وأودية المنطقة، مؤكدين أنها تشكل خطراً كبيراً يتربص بالمارة والسكان وخصوصاً الأطفال الذين يقطنون بالقرب منها، حيثُ يوجد عدد منها مُستخدمة وذات عمق بعيد دون وجود سياج يحمي من خطرها، وأخرى مطمورة جفت المياه فيها وتُشكل خطراً عند هطول الأمطار. وقال علي آل ذيبان، إن الآبار المكشوفة تنتشر في المنطقة بنسبة عالية دون وجود رادع لأصحابها، وتزداد خطورتها مع هطول الأمطار التي كشفت كثيراً منها، دون وضع سياج من الحديد أو الإسمنت لدرء خطرها بشكل عام، مضيفاً أن الآبار ذات العمق البعيد تتبخر المياه فيها وتتسرب إلى مسافات طويلة في باطن الأرض وتُحدث انزلاقات كبيرة عند المرور عليها، ما يؤدي إلى خطر محدق بالمارة دون ملاحظة ذلك الشيء. وطالب الجهات المعنية بفرض عقوبات مالية ونظامية على أصحاب الآبار المكشوفة وإلزامهم بردمها وتغطيتها بالسياج، مبيناً أن أضرارها تتعدى الفرد إلى المجتمع من خلال التأثير المباشر في صحة البيئة، خصوصاً إذا كانت وسط الأحياء عن طريق انتشار الحشرات والأمراض الوبائية والروائح الكريهة. أما حمد المحامض، فأوضح أن انتشار الحفر الارتوازية يشكل خطراً كبيراً على مصادر المياه الجوفية والمخزون المائي داخل قشرة الأرض، مشيراً إلى أن المزارعين يقومون بحفر الآبار طلباً للمياه، وعند عدم ظهورها يتركونها على مصراعيها دون مبالاة بخطورة ذلك، وأضاف «هناك آبار لاتزال مستثمرة وتستخدم للزراعة، ويجب على أصحابها تأمينها من خطر عمقها الذي يزداد بسبب المياه الجوفية، كما أن هناك آباراً خاوية وأصبحت مهجورة وتم الاستغناء عنها لجفافها وعدم صلاحيتها، فمن الضرورة ردمها نهائياً حتى لا تعود عند هطول الأمطار». وأكد على ضرورة توعية الأفراد والنشء في المدارس بخطورة الآبار الارتوازية خاصةً عند هطول الأمطار لكي يتجنبوا المصائد الكامنة فيها. ورصدت «الشرق» خلال جولة ميدانية في الأماكن التي تشتهر بالآبار المطمورة، قربها من الطرق، وأخرى لم يتم التعامل معها بإزالة الخطر بردمها أو إلزام أصحابها بتغطيتها بطريقة آمنة. من جهته، أوضح مصدر في فرع الزراعة بنجران ل»الشرق»، أن الفرع يقوم بجولات رقابية لكشف مخالفات الآبار الارتوازية وحفرها دون تصريح، مبيناً أن هناك عقوبات نظامية في اللوائح بحسب نوع المخالفة. إلى ذلك، أكد الناطق الإعلامي للمديرية العامة للدفاع المدني في منطقة نجران المقدم علي آل جرمان، ل«الشرق»، أن هناك لجنة مكونة من إمارة المنطقة والدفاع المدني والمديرية العامة للمياه لتمشيط الآبار والحفر الارتوازية المكشوفة في المنطقة، مضيفاً أنه تم حصر 1906 آبار مكشوفة، وتم استدعاء أصحاب 889 بئراً وأُخذت إقرارت رسمية منهم بردمها نهائياً.