قبل عدة أيام عادت بي الذاكرة إلى ما قبل ربع قرن من الزمان، حيث تقول الرواية إن الراحل البطل صدام حسين -رحمه الله- كان له طريقة خاصة في التعامل مع الجواسيس الخونة الذين كانوا يتخابرون لمصلحة النظام الإيراني ضد وطنهم، حيث كان يضع الخائن في فوهة المدفع المصوب تجاه إحدى المدن الإيرانية، ثم يطلق المدفع قذيفته ليسبقها هذا الخائن إلى وجهتها كهدية قيمة لملالي طهران. تذكرت ذلك لحظة سماعي البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية وأعلنت من خلاله عن نجاح أجهزتها الأمنية وأجهزة الاستخبارات السعودية في اكتشاف خلية تجسس تتكون من ثمانية عشر شخصاً، منهم ستة عشر خائناً يحملون الجنسية السعودية مع الأسف، بعد سماعي البيان بصراحة شعرت بأسى وخيبة أمل كبيرين فقد تداعت لذاكرتي مواقف متعددة؛ تذكرت حجم التقدير الذي يحظى به المواطنون السعوديون من أبناء الطائفة الشيعية، وما ينالونه من ميزات وهبات، لدرجة أن أحدهم ممن عرف بمواقفه المعادية وخطبه المليئة بالشتائم والتحريض حصل على كثير من الميزات، ومنها ابتعاث أبنائه وبناته للدراسة في أمريكا وعلاج زوجته هناك على حساب الحكومة السعودية، ثم تذكرت التعامل المثالي الذي تنتهجه الحكومة السعودية مع المتمردين على النظام من أبناء تلك الطائفة، وغير ذلك كثير، ثم قارنت بين ذلك والتعامل المزري الذي يجده أهل السنة في إيران. وبعد ذلك تساءلت ماذا يريد هؤلاء الخونة؟ رحمك الله يا صدام.