بدأت تتضح في العاصمة المصرية تفاصيل أكثر حول قضية ما يسمى ب"جاسوس الاتصالات الأردني"، بشار أبو زيد، وسط اهتمام أردني من قبل السفارة الأردنية في القاهرة والشارع الأردني عموماً، بانتظار محاكمته. ففي القاهرة، وفيما قال أحمد الجنزوري، محامي "جاسوس الاتصالات الأردني"، أن المتهم بشار أبو زيد، اعترف عن نفسه وأرشد عن معلومات ووقائع تفصيلية هامة لنيابة أمن الدولة التي تولت التحقيق في القضية، أشار المحامي إلى أن السفارة الأردنية مهتمة بمعرفة نتيجة التحقيقات، غير أنها ليست مهتمة لبراءته ولم تختاره للدفاع عن المتهم. المحامي الجنزوري، أكد اعتراف المتهم الأردني، لكنه أشار إلى استغلاله من قبل المتهم الثاني الإسرائيلي، أوفير هراري، إذ إن بشار كان يستخدم اسمه الحقيقي في التعامل مع المتهم الثاني ولم يكن يعلم أنه "يتخابر مع إسرائيل"، وقال إنه يمتلك المستندات الكافية والأدلة على إثبات ذلك وسيكشف عنها أمام القضاء. وقال مصدر حكومي مسؤول إن مصر تقوم بتشديد الرقابة على محطات شبكات الهاتف المحمول على الحدود مع إسرائيل وغزة في أعقاب القبض على أكثر من جاسوس يستهدف شبكات الاتصالات للتخابر على مصر لصالح إسرائيل آخرهم بشار أبو زيد الذي يعمل لصالح إسرائيل من خلال التصنت والتجسس على مكالمات المسؤولين المصريين باستخدام أجهزة اتصالات مشفرة. وأوضح المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إنه تم التنبيه على شركات المحمول المصرية بتخفيف تقوية محاطات على الحدود مع غزة وإسرائيل، لمنع تمرير المكالمات والتجسس العشوائي بشكل غير شرعي. وقال الخبير الأمني، سامح سيف البزل، أن إسرائيل تستخدم وسائل الاتصالات للتخابر على مصر لتقدمها الفائق في مجال التنصت باستخدام الاتصالات والأقمار الصناعية، لذلك فهي تستغل هذا الأمر أفضل استغلال لتعرف معلومات كثيرة عن دول الجوار. وأضاف البزل أن الاتصالات هي الأسرع والأسهل في الحصول على المعلومات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، بحسب طبيعة عمل المسؤول الذي تستهدفه، وهو اتجاه عام لديها للتجسس على دول المجاورة لها، مثلما حدث في لبنان العام الماضي بالقبض على جواسيس داخل شبكات الاتصالات. وأضاف أن الحصول على المعلومات بالنسبة لإسرائيل من خلال الاتصالات يكون أسهل نظرا لأن العرب لا يتوخون الحذر في أحاديثهم على الهاتف وبعض المسؤولين يدلون بمعلومات هامة لا يجب التحدث عنها في عبر الهاتف. الشارع الأردني يترقب وفي العاصمة الأردنية، عمان، أكدت وزارة الخارجية الأردنية متابعتها لقضية بشار أبو زيد، المتهم في قضية تجسس لصالح إسرائيل في مصر، مشيرة إلى أنها تترقب مجريات المحاكمة باعتبارها لدى القضاء المصري. وقال المتحدث باسم الخارجية الأردنية، محمد الكايد في تصريح لCNN بالعربية، إن قضية أبوزيد تعود إلى شهر إبريل/نيسان الماضي، وأن القضية الآن باتت لدى القضاء المصري ولا موقف حيالها إلا لحين صدور قرار فيها، مضيفا بالقول: "لا يمكن التدخل بالقضاء." وحول عزم الوزارة اتخاذ أية إجراءات تتعلق بأبو زيد، شدد الكايد على أن الأمر برمته متعلق بقرار القضاء. وأحيل أبو زيد بتهمة التجسس والتخابر لصالح إسرائيل، فيما أشارت مصادر صحافية إلى تواجد ذويه في السعودية. وأضاف الكايد أن وزارة الخارجية تابعت قضية أبو زيد حتى في توكيل محام له عبر السفارة الأردنية في القاهرة ، والتفاصيل المتعلقة بلائحة الاتهام وطبيعة التهم الموجهة إليه. وكانت الحكومة الأردنية قد أشارت في تصريحات سابقة على لسان وزير الدولة لشؤون الإعلام الأسبق طاهر العدوان إلى أن أبو زيد كان يتردد كثيرا على الأردن وأن قضيته "تهم الأمن الأردني." وأشار العدوان إلى أنه في حال ثبوت التهم عليه فإن السلطات الأمنية الأردنية ستتخذ إجراءات خاصة، لأن أبو زيد كان يقيم في الأردن قبل توجهه لمصر.