أكَّد الدكتور حمود المحمدي الحربي، عضو مجلس ادارة الجمعيات التعاونية، أنَّ المجلس أطلق 13 مبادرة لإنشاء جمعيات تعاونية في عدة مجالات مختلفة بالمملكة، منها مبادرة إنشاء الجمعيات التعاونية السياحية التي تهدف إلى النهوض بالعمل السياحي التعاوني، عن طريق المشاركة المجتمعية لتطوير وتنظيم الجهود الفردية والخبرات والكفاءات الوطنية للارتقاء بالعمل والوعي السياحي في المملكة. جاء ذلك خلال ورشة العمل الخاصة بالجمعيات التعاونية السياحية التي عقدت، مساء الثلاثاء، ضمن فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2013 الذي تقيمه حالياً الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز المعارض الدولي في العاصمة الرياض. وقد أدار الورشة، التي حملت عنوان (الجمعيات التعاونية السياحية)، الدكتور عبدالله الشدادي، رئيس مجموعة “نما المعرفة”، حيث ناقش المتحدثون عديداً من القضايا التي تهم الجمعيات التعاونية بالمملكة، وأفق تطويرها مستقبلاً، وكذلك دور الهيئة العامة للسياحة والآثار في الدعم الفني للجمعيات التعاونية السياحية. ومن جانبه، استعرض الدكتور عبدالله بن محمد الوابلي، رئيس مجالس الجمعيات التعاونية، تاريخ العمل التعاوني ومبادئه وأهدافه، مشيراً إلى أنَّ المملكة بها 173 جمعية تعاونية في عديد من المجالات، مما يضعها في المرتبة الأولى خليجياً في مجال الجمعيات التعاونية، خاصة وأنها أول دولة خليجية وضعت نظاماً للعمل التعاوني عام 1961م، ثم تلتها دولة الكويت الشقيقة. وقال الدكتور الوابلي، إنَّ المهتمين بالعمل التعاوني في المملكة يطمحون إلى تطوير الجمعيات التعاونية لتضطلع بدورها في المجتمع السعودي بشكل احترافي كما يحدث في المجتمعات الغربية سواءً في أوروبا الغربية أو الولاياتالمتحدةالأمريكية، مشيراً إلى أن هناك 150 مليون أمريكي أعضاء في الجمعيات التعاونية، وأن هناك 8800 مصرف تعاوني بأمريكا لم يتعرض لأي مشاكل مالية أو إفلاس كما حدث مع البنوك الاستثمارية، مرجعاً السبب إلى أن تلك المصارف تعمل بشكل مهني يهدف إلى دعم أعضاء الجمعيات التعاونية وليس بشكل استثماري ربحي بحت. وسلط الدكتور الوابلي الضوء على الدعم الذي تُوليه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – حفظه الله – للجمعيات التعاونية، منوهاً إلى أنَّ الدولة تدعم الجمعيات التعاونية بأكثر من طريقة، فعند تأسيسها تساهم ب 20 % من إجمالي رأس مال الجمعية، وتدعمها ب 50% من راتب المدير والمحاسب، بالإضافة إلى المساهمة ب 50% من تكلفة مقر الجمعية، والمشاريع التعاونية، بل يتعدى الأمر ذلك إلى تحمل 90% من خسائر الجمعية في حالة وجود ظروف قهرية خارجة عن مجلس الإدارة. من جانبه، أكَّد الدكتور حمود المحمدي الحربي، عضو مجلس إدارة الجمعيات التعاونية، أن مبادرة الجمعيات التعاونية السياحية يجب أن يتمَّ دعمُها والعمل عليها بشكلٍ احترافي بعيداً عن البيروقراطية التي تعطل انطلاق مثل تلك الجمعيات، مشيراً إلى أنَّ جمعية “قرية ذي عين التعاونية” السياحية المهتمة بالتراث العمراني، وهي أول جمعية سياحية، استغرقت ثلاث سنوات لكي يتم الموافقة عليها عام 1429ه. وقال الدكتور المحمدي، إنَّ الهدف من الجمعيات التعاونية السياحية هو نشر الوعي العام بأهمية السياحة بالمملكة، والعمل على تجميع القدرات والكفاءات المهتمة بالمجال لإيجاد أفكار ورؤى مدروسة للنهوض بالعمل السياحي، مشدداً على أنَّ العمل التعاوني يركِّز في الأساس على التنمية والنماء والعطاء، وينجح من خلال روح الفريق. وأوصى الدكتور المحمدي بضرورة إنشاء صندوق لدعم العمل السياحي التعاوني، مطالباً الهيئة العامة للسياحة والآثار بحمل لواء القيادة والمبادرة لإنشاء الجمعيات التعاونية السياحية، ودفعها للعمل بشكل احترافي. جانب من الحضور (الشرق) الرياض | الشرق