هدد الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي بنصب المشانق لليسار والمعارضة الوطنية بتونس في تصعيد شديد اللهجة وصادم للطيف السياسي التونسي وكل مكونات المجتمع المدني. وأثارت تصريحات المرزوقي أثناء وجوده في الدوحة للمشاركة في القمة العربية زوبعة سياسية لن تهدأ رياحها قريباً، حيث كان الرئيس التونسي حذر من مغبة عبث بعض الأطراف السياسية بأمن وسلامة تونس وتنبأ بنشوب حرب أهلية وثورة ثانية في تونس إذا ما حاول العلمانيون الوصول إلى السلطة عن طريق القوة وسيؤدي بهم حسب قوله إلى نصب المشانق في شوارع تونس ولن يكون لهم شفعاء وعقلاء أمثال «مصطفى بن جعفر» و»منصف المرزوقي» و»راشد الغنوشي» الذين يدعون الآن إلى الحوار والاعتدال والمصالحة ألوطنية مضيفا أن النهضة رغم أنها حصلت على الأغلبية في الانتخابات التشريعية تنازلت عن وزارات سيادية من أجل استقرار الوطن. هذه التصريحات الغريبة كلياً عن المشهد السياسي التونسي أثارت سخطاً واستهجاناً كبيراً داخل حكومة الترويكا والمعارضة والرأي الوطني والعربي. وقال النائب في المجلس التأسيسي والقيادي السابق في حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الطاهر هميلة ل»الشرق» إن الرئيس المنصف المرزوقي لا يستحق أن يكون رئيساً وإنه يسعى إلى سحب الثقة منه، لأنه اعتدى على هيبة الدولة التونسية وأضاف هميلة «أشكر الله أن المرزوقي لا يملك صلاحيات كبيرة، لأنه لو حصل ذلك، فإن البلاد ستدخل في حالة من الانهيار»، مشيراً إلى أن المرزوقي ليس رجل دولة، فضلاً على أن يكون رئيساً للشعب التونسي. وطالب الطاهر هميلة، الذي يعتبر رفيق درب المرزوقي من المجلس التأسيسي، عرض الرئيس على الفحص الطبي، لأن تصرّفاته شبيهة بتصرّفات شخص مجنون وليست نابعة عن رئيس دولة يملك عقلاً وتفكيراً مثل بقية رؤساء العام. وأكّد الطاهر هميلة، أن المرزوقي أفقد الشعب التونسي احترامه بين الأمم». وقال القيادي في الحزب الجمهوري إيادي الدهماني ل «الشرق»: إن «المرزوقي يعمل على تقسيم التونسيين لفائدة طرف ما دون أن يذكره. ولاحظ الدهماني أن النشاط الوحيد لرئيس الجمهورية يتمثل في الاقتداء بقرارات حزب الأغلبية واتباع الإملاءات التي يصدرها في إشارة لحركة النهضة». وفي أول رد عملي وقانوني على تصريحات المرزوقي الغريبة قال سمير بالطيب النائب في المجلس الوطني التأسيسي ل»الشرق» إنه يعيب على المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية دعوته لنصب المشانق ضدّ المعارضين خلال حوار تليفزيوني، وقال بالطيّب في هذا السياق، «إن المرزوقي كاد أن يقول أنا رئيس وأنتم موتوا بغيظكم». وأضاف بالطيّب قائلا: «إن مضمون التصريحات شديد الاستفزاز ولا يليق برئيس جمهورية»، مشدّدا على أن ما قيل فيه مسٌ من هيبة تونس ولا يرتقي إلى المكانة التي يحظى بها المرزوقي كرئيس». وأضاف «المرزوقي يتحدث في أمريكا عن الإرهاب وفى أوروبا يتطرق للديمقراطية أما فى قطر فاللغة تختلف تماما» كما يتحدث عن حركة النهضة بقوله أنت أكبر حركة إسلامية فى العالم العربي». وقال سمير بالطيب إنه بصدد السعي لجمع 73 توقيعاً من أجل تقديم لائحة لسحب الثقة من رئيس الجمهورية المؤقت. واعتبرت عضو المجلس التأسيسي نجلاء بوريال أن تصريحات رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي على قناة الجزيرة ضد المعارضة التونسية غريبة ومخيفة، وأنها تشكل مبرراً كافياً لطلب سحب الثقة منه.