عدَّد الدكتور عبدالرحمن الزنيدي أربعة عناصر أوضح أنها مطلوبة في البناء الثقافي للمسلم في عصر العولمة، وهي: وعي الرؤية، الوعي العلمي، الوعي الواقعي، والوعي الخلقي. وتحدث الزنيدي عن العناصر الأربعة في محاضرة بعنوان «البناء الثقافي للشباب المسلم في عصر العولمة»، ألقاها أمس في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، وقدمها الإعلامي عبدالله المديفر. وشرح الزنيدي وعي الرؤية، موضحاً أنه ليس هناك مثقف إلا برؤية تمثل واحدة حراكه الثقافي، لافتاً إلى أن حركته التغييرية لابد أن تنبثق من رؤية فلسفية أو عقائدية، أي يحمل تفسيراً كاملاً لقضية الوجود، وهي بالنسبة للمسلم تتمثل بالاعتماد على القرآن الكريم والسنة المطهرة. أما عن العنصر الثاني (الوعي العلمي)، فقال إنه لا يتحقق إلا بعلم منهجي، عبر امتلاك الفن الذي تخصص فيه الفرد حتى يكون هذا الفن مثل خريطة أمامه، فإذا تحقق بناء المنهجية العلمية سهلت المناهج الأخرى. وبحسب الزنيدي، فإن الوعي الواقعي يخدم الفعالية الثقافية للمثقف، لافتاً إلى أن الواقع هو مجال المثقف، وهو أصل التصور، ومنه جاء فقه الواقع، بمعنى بناء تصوري عن سنن الله في الكون. وقال إن الوعي الواقعي يحتاج إلى دراسات واستطلاع حتى لا تبنى الأحكام على تصورات مختزلة للواقع على جزئية صغيرة منه أو صور مزيفة أو صور وهمية. وعن العنصر الرابع (الوعي الخلقي)، فقال إنه يتحقق في الشعور بالمسؤولية والحكمة وحسن تدبير الدنيا. وأوضح الزنيدي أنه لابد من إدراك أمرين متوازيين، هما: النضج العلمي، واليقظة الدينية، موضحاً أن التدين في العامل الإسلامي آخذ في التوسع والعمق. وكان الزنيدي قد بدأ محاضرته بتقسيم عنوانها إلى ثلاث وحدات، الأولى: الشباب المسلم، موضحاً أن الشباب لم يعودوا رجال المستقبل بل هم رجال الحاضر، والوحدة الثانية العولمة، وهي حال عالمية وسياق عالمي تتمثل في استغلال الغرب الفرصة السانحة عبر القوة الناعمة أو الخشنة أو الديمقراطية من خلال الرأسمالية والهيمنة الثقافية ووسائل الإعلام، أما الوحدة الثالثة فهي البناء الثقافي وناتجه المثقف، وهو في الاصطلاح الفكري يراد به باختصار الشخص المتفوق علمياً المتفاعل مع تحولات الأمة، أو هو عالم يتجاوز حدود مهنته النظرية إلى محيطه المجتمعي، أي أنه عالم في تخصصه وفاعل ثقافياً في الواقع المَعيش.