سماء غائمة جزئيا تتخللها سحب رعدية بعدد من المناطق    المملكة تجدد إدانتها استهداف إسرائيل ل«الأونروا»    "سلمان للإغاثة" يوزع 1.600 سلة غذائية في إقليم شاري باقرمي بجمهورية تشاد    أمير الرياض يفتتح اليوم منتدى الرياض الاقتصادي    «حزم».. نظام سعودي جديد للتعامل مع التهديدات الجوية والسطحية    «السلطنة» في يومها الوطني.. مسيرة بناء تؤطرها «رؤية 2040»    منطقة العجائب    القصبي يفتتح مؤتمر الجودة في عصر التقنيات المتقدمة    1.7 مليون عقد لسيارات مسجلة بوزارة النقل    9% نموا بصفقات الاستحواذ والاندماج بالشرق الأوسط    وزير الدفاع يستعرض العلاقات الثنائية مع سفير الصين    المملكة ونصرة فلسطين ولبنان    عدوان الاحتلال يواصل حصد الأرواح الفلسطينية    حسابات ال «ثريد»    صبي في ال 14 متهم بإحراق غابات نيوجيرسي    الاحتلال يعيد فصول النازية في غزة    الأخضر يكثف تحضيراته للقاء إندونيسيا في تصفيات المونديال    وزير الإعلام اختتم زيارته لبكين.. السعودية والصين.. شراكة راسخة وتعاون مثمر    الأخضر يرفع استعداده لمواجهة إندونيسيا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026    محافظ جدة يستقبل قنصل كازاخستان    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    مع انطلاقة الفصل الثاني.. «التعليم» تشدّد على انضباط المدارس    إحباط 3 محاولات لتهريب 645 ألف حبة محظورة وكميات من «الشبو»    الإجازة ونهايتها بالنسبة للطلاب    قتل 4 من أسرته وهرب.. الأسباب مجهولة !    كل الحب    البوابة السحرية لتكنولوجيا المستقبل    استقبال 127 مشاركة من 41 دولة.. إغلاق التسجيل في ملتقى" الفيديو آرت" الدولي    كونان أوبراين.. يقدم حفل الأوسكار لأول مرة في 2025    يا ليتني لم أقل لها أفٍ أبداً    موافقة خادم الحرمين على استضافة 1000 معتمر من 66 دولة    قلق في بريطانيا: إرهاق.. صداع.. وإسهال.. أعراض فايروس جديد    القاتل الصامت يعيش في مطابخكم.. احذروه    5 أعراض لفطريات الأظافر    هيئة الشورى توافق على تقارير الأداء السنوية لعدد من الجهات الحكومية    الخليج يتغلب على أهلي سداب العماني ويتصدّر مجموعته في "آسيوية اليد"    تبدأ من 35 ريال .. النصر يطرح تذاكر مباراته أمام السد "آسيوياً"    أوربارينا يجهز «سكري القصيم» «محلياً وقارياً»    مكالمة السيتي    «سعود الطبية» تستقبل 750 طفلاً خديجاً    الله عليه أخضر عنيد    أعاصير تضرب المركب الألماني    «القمة غير العادية».. المسار الوضيء    لغز البيتكوين!    المكتشفات الحديثة ما بين التصريح الإعلامي والبحث العلمي    الدرعية.. عاصمة الماضي ومدينة المستقبل !    المملكة تقود المواجهة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات    مجمع الملك سلمان يطلق النسخة الرابعة من «تحدي الإلقاء للأطفال»    شراكة إعلامية سعودية صينية واتفاقيات للتعاون الثنائي    انتظام 30 ألف طالب وطالبة في أكثر من 96 مدرسة تابعة لمكتب التعليم ببيش    خامس أيام كأس نادي الصقور السعودي بحفر الباطن يشهد تنافس وإثارة    وزير الدفاع يلتقي سفير جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة    نائب أمير منطقة مكة يستقبل المندوب الدائم لجمهورية تركيا    محافظ الطائف يلتقي مديرة الحماية الأسرية    اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» والشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    أهم باب للسعادة والتوفيق    بيني وبين زوجي قاب قوسين أو أدنى    دخول مكة المكرمة محطة الوحدة الكبرى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحمين يفتتح أعمال الملتقى السادس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة بالرئاسة
نشر في الرأي يوم 05 - 06 - 2011

برعاية صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير افتتح معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين أعمال الاجتماع السادس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة بالرئاسة العامة والمنعقد بعنوان (تعزيز القيم والأخلاق ...إستراتيجية مجتمعية ) وذلك بفندق قصر أبها بمنطقة عسير.
وفي بداية الحفل ألقى معالي الرئيس العام كلمة رفع فيها شكر الرئاسة وكافة منسوبيها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على دعمه السخي ماديا ومعنويا للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعنايته بها، وقال والشكر موصول لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية –حفظهما الله- على ما يقدمانه من دعم وعناية كريمة لهذا الجهاز ولشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وأشار معاليه إلى أن الرئاسة خصصت الاجتماع السادس لمديري عموم الفروع والإدارات العامة لموضوع من الموضوعات الإستراتيجية، التي تتزايد الحاجة إليها في عصر التعقيد والانفتاح الثقافي بين الأمم والشعوب، إنه موضوع القيم والأخلاق، يدفعنا في هذا الاتجاه منطلقات ثلاثة، أولها: مركزية القيم في عمليات الإصلاح والدعوة والتربية وتقويم السلوك، وأكد أن الهدف النهائي لكافة أعمالنا الميدانية والتوعوية والإعلامية هو تحقيق التأثير الإيجابي في أفراد المجتمع الذين نقدم لهم خدماتنا، وقد أثبتت الدراسات العلمية أن القيم هي أكبر محرك للسلوك وموجه ومحفز له، لذا كان لزاما علينا أن نتوجه نحو أهدافنا بأقصر الطرق وأنجعها.
وبين معاليه أن المنطلق الثاني لهذا الاختيار الموضوع يعتمد على مركزية القيم في عمليات التكامل الإداري داخل الرئاسة وفروعها، مؤكداً أن نجاح الرئاسة في تحقيق رؤيتها التي تقوم على مرتكزاتها الرئيسة؛ يتطلب تكامل كافة إداراتها لإنجاح العمل الميداني من خلال (الوقاية التكاملية) و(نشر ثقافة الاحتساب)، وتجسيد قيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جميع أعمالنا وسلوكيات رجالنا الذين يتعاملون بشكل مواجهي مع أفراد المجتمع، أو عبر وسائل الاتصال غير المباشر.
واردف معاليه أن المنطلق الثالث هو: مركزية القيم في تحقيق التكامل المجتمعي والاستقلال الخلقي للمجتمع: حيث إن التجارب الناجحة في تاريخ أمتنا تؤكد أنها طوعت كافة مناحي الحياة لقيم الإسلام وأخلاقه، فحققت نجاحات كبيرة، والفرصة مهيأة أمام بلادنا لتحقيق مزيداً من التفوق القيمي المعنوي والمادي، فبلادنا قريبة بمنهجها من أكبر مورد للقيم الربانية وهو الوحي، إضافة إلى القوة الاقتصادية، والقيمة الجغرافية والتاريخية، التي تؤهلها لتصدير ثقافتها إلى العالم قياماً بالواجب الشرعي.
وقال معالي الرئيس العام أن الرئاسة خطت خطوات متقدمة في تطوير جانب (تعزيز القيم والأخلاق) وتعتبره جانباً رئيساً من عملها وقال فقد ركزنا جهودنا في الأشهر الماضية للنهوض بالبنية الأساسية للأعمال المساندة للعمل الميداني الذي يتولى الشق الأكبر والأهم في مجال تعزيز القيم والأخلاق من خلال حماية المجتمع من السحرة والمشعوذين والمؤثرات العقلية والخمور والاعتداء على الأعراض والابتزاز والمتاجرة بالفساد مع العناية بحفظ السمت العام للمجتمع السعودي المسلم، ورجالنا في الميدان -بفضل الله- يؤدون مهامهم بدقة واحترافية، وهم ثروة الجهاز التي نفاخر بها ونسأل الله أن يمدهم جميعا بعون منه وتوفيق وأن يرزقهم الثبات والاحتساب على أكمل وجه إنه ولي ذلك والقادر عليه".
واضاف الشيخ الحمين أن الرئاسة خطت نحو هذا الهدف من خلال التخطيط والتنظيم وتطوير آليات الإدارات العامة المساندة للعمل الميداني، وهي الإدارة العامة للتوعية والتوجيه، والإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة، والإدارة العامة لتقنية المعلومات، ومن ذلك اعتماد تصور جديد للملتقيات التوعوية التي تشرف عليها الإدارة العامة للتوعية والتوجيه، وتصنيفها إلى نوعين، وعدة مستويات، وربطها بأهداف محددة تتكامل سنويا لتحقيقها، كما يجري الآن توظيف كافة الوسائل الممكنة، والتي منها المعارض والعربات المتنقلة واللوحات الإعلانية في (الطرق والأسواق والجامعات) وكذلك وسائل والإعلام الجديد لإيصال المعروف لكافة شرائح المجتمع، وتعد -بفضل الله- الرئاسة من النماذج بين المؤسسات الحكومية والأهلية في مجال تطويع التقنية لخدمة ثقافتنا وقيمنا الأصيلة.
وزف معاليه البشرى بأن الرئاسة وعلى المدى القريب بإذن الله سيكون لها مخرجات للكراسي البحثية والدراسات العلمية المتخصصة التي تنفذها الجامعات ضمن برامج الشراكة أكبر الأثر في فهم الواقع الاجتماعي والميادين التي نقدم خدماتنا فيها، ووضع البدائل للتعامل مع مشكلات المجتمع، والتي نتوقع أن تكون بإذن الله عونا لنا على تفعيل الشراكة في مجال تعزيز القيم والأخلاق في المجتمع، استنادا إلى الفهم الصحيح الذي يحدد الحلول وجهة التنفيذ.
عقب ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى بورقة الدكتور عبد الله بن محمد العمرو الأستاذ المشارك بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود عن (مفهوم القيم والأخلاق) حيث تحدث عن أهمية القيم والأخلاق ، وضرورتها للحياة الإنسانية لتحقيق التواصل الإيجابي بين الأفراد والمجتمعات، وبين أن مفهوم القيم يشمل الأخلاق وغيرها من القواعد والمثل التي تقوم عليها الحياة البشرية، وانتظام القيم الحقة والأخلاق الفاضلة لكافة علاقات الإنسان وصلاته.
وأكد العمرو على صلاحية القيم والأخلاق الإسلامية لكل زمان ومكان، لصدورها عن الوحي المعصوم، وتوافقها مع فطرة الإنسان.
ثم تطرق العمرو إلى مكانة القيم والأخلاق التي توجب العمل على إبرازها ، وإظهار العناية بها من خلال مناهج التعليم ووسائل الإعلام، ومن المربين والدعاة، و سائر منابر التوجيه، و ضرورة تضافر الجهود بمتابعتها حتى ترسخ في النفوس، ويتنامى أثرها في واقع الحياة ، كما بيَّن أن من الواجب علينا تنقية وسائل الإعلام مما يخل بالقيم والأخلاق الإسلامية أو يتنافى معها.
بعد ذلك تحدث مدير عام فرع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة نجران الشيخ أحمد بن صالح بلحمر عن "منطلقات الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في تعزيز القيم" أوضح خلالها أن رجال الهيئة ينطلقون في ظل عددٍ من المرتكزات الحضارية الشرعية في أداء مهمتهم ، مؤكداً على ضرورة إبراز هذه الأبعاد الحضارية في عمل الهيئة بشتى الوسائل، سيما وأن المملكة العربية السعودية تعد النموذج الفريد للدولة المسلمة العصرية في هذا الزمان، وتأتي الهيئة لتمثل الركن الأقوى في هوية بلاد الحرمين الشريفين.
وبين بلحمر أن تجربة المملكة العربية السعودية في مجال الحسبة تجربة نوعية وفريدة، تمثل جزءاً مهماً من مفاخر المملكة دولياً وإقليمياً، إذا سلط عيها الضوء وجرت المبادرة بالتعريف بهذه الشعيرة والجهاز المختص بها في المحافل الدولية والعلمية، وأن الهيئة تمثل أداة الإصلاح المجتمعي في المملكة، والأمم المتحضرة تقيم رقابةً صارمة على منظومة القيم التي تشكل هويتها الأخلاقية، وهذا الدور هو الذي تقوم به الهيئة للمساهمة في حفظ هوية المجتمع الشرعية والأخلاقية،
واعتبر بلحمر أن الموارد البشرية تمثل أهم عوامل النجاح في عمل الهيئة، و الإخلاص لله عز وجل والاحتساب في مقدمة تلك المرتكزات الأساسية التي حفزت الهيئة على تحقيق منجزاتها الميدانية والتطويرية، حتى غدت الرئاسة جهازاً فاعلاً يشهد حراكاً تطويرياً متميزا ، وأضحت إنجازات رجال الحسبة يشار إليها بالبنان ومضرب المثل في التفاني والجد والإخلاص، ومن هنا لابد من العناية برجل الحسبة وتعميق جانب الإخلاص والاحتساب لديه كركنٍ ركينٍ من أخلاقياته العملية.
عقب ذلك ألقى الدكتور محمد بن عبدالله الدويش أستاذ التربية الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود ورقته والتي عنونها ب( التحديات التي تواجه القيم والأخلاق في المجتمع) حيث أكد خلالها ضرورة ترسيخ منزلة الأخلاق والقيم من الدين؛ إذ ساد عند كثير من المسلمين اليوم أن مرتبة الأخلاق مرتبة تكميلية، وأن المعتبر هو تصحيح الاعتقاد والتزام الفرائض، وأما الأخلاق والآداب فهي جانب تكميلي، وهذا يتنافى مع منزلة الأخلاق والقيم كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أنها من مقاصد بعثته إذ قال : «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق» ، بل نفى النبي الإيمان عن من لم يحب لإخوانه ما يحب لنفسه، فعن أنس رضي الله عنه عن النبي قال: «لا يؤمن أحدكم، حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».
وأشار الدويش إلى أهمية إبراز الجانب الإيجابي في القيم الإسلامية، وعدم الاكتفاء بنقد الجانب السلبي من واقع المسلمين .
ومن ذلك على سبيل المثال تناول قيمة العفة؛ فالسائد هو الحديث عن الانحراف والتحذير منه، وهذا مطلوب، لكن الاكتفاء به أو التركيز عليه وحده غير ملائم .
وقال الدويش: إن الحاجة ملحة اليوم إلى الحديث الإيجابي عن خلق العفة وقيمته، وأثره على الشخصية، ومدى تعبيره عن الرجولة والانتصار على الذات ، وهكذا الحديث عن الحشمة، وغيرها من القيم.
وألمح الدويش إلى ضرورة توظيف الأدوات والوسائل الأخرى كالقصة والرواية والأفلام الكرتونية وغيرها من الأدوات الفنية.
واعتبر أن الجهد المبذول في ذلك لا يزال محدوداً ولا يصل إلى المستوى المطلوب شكلاً وكماً ونوعاً، مشيراً إلى أنه يمكن التعاون مع شخصيات و مؤسسات متميزة في هذا المجال.
وأكد الدويش على أهمية نقد القيم المخالفة وتفكيكها ، مع الاعتناء بالمنهج العلمي الموضوعي، ولنقد هذه المفاهيم في وعي الناس، لا بد من تشريحها و كشف جذورها و مكوناتها، حتى يتبين لهم عوارها وسطحيتها ونقضها من معناه .
واستطرد الدويش قائلاً: إنه من المهم تنوع هذه البرامج لتستوعب اهتمامات الجمهور كما يحسن التنسيق والتواصل مع الجهات المعينة كوزارة التربية والتعليم فيما يوجه للشباب والأطفال، والمؤسسات التطوعية التي تهتم بنشاطاتهم كجمعيات تحفيظ القرآن الكريم.
وبين الدويش أهمية إحياء روح العزة لدى الأمة، فقد سادت روح انهزامية عالية لدى كثير من المسلمين، حتى من أصحاب الرأي والفكر، وتحطمت الروح المعنوية في الأمة،وقد أكد على هذا المعنى طائفة من أهل الرأي والفكر في الأمة.
تلا ذلك ورقة الأستاذ الدكتور عبدا لرحمن بن زيد الزنيدي أستاذ الدراسات العليا بقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن " استشراف مستقبل القيم الخلقية في المجتمع السعودي مبيناً أن المجتمع السعودي مجتمع مسلم بلا امتراء لأنه يتبنى الإسلام منهجاً للحكم، وقضاءً، وتعليماً، ودعوة.
وألمح الزنيدي إلى أنه يتوقع مستقبلاً سعودياً أخلاقياً ينسجم الناس في علاقاتهم مع القيم الأخلاقية الإسلامية كما يتجلى في انضباط العمل المؤسسي وفق الأطر الشرعية بدرجة أعلى مما هو قائم، وفي ظهور المبادئ الاجتماعية الهادفة للتلاحم الاجتماعي حفظاً للحرمات، ورعاية للحقوق، وتكافلاً اجتماعياً ومادياً، وإخاءً بمستوى يتجاوز به المجتمع أزمته التي يعانيها الآن.
واعتبر الزنيدي ضغط العولمة واقع لا ريب فيه؛ لكنه يؤثِّر ولا يهدم بالكلية، حيث استثارت الأمم نحو بعث الحيوية في عناصر التميز لديها؛ دينية، وقومية ونحوها.
وأكد الزنيدي على ضرورة وضع خطة إستراتيجية شاملة تنبثق عن مؤسسة تتولى بناءها، والإشراف على تنفيذها ومتابعة بحكم التخصص فإن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أولى المؤسسات بتولي هذه المهمة، والمشاركة في مجال تنفيذ الإستراتيجية من قبل مؤسستها نحو مؤسسات الدولة، والمؤسسات الأهلية يسهم كل منها بما يتلاءم مع طبيعة عمله، بحيث تتكامل الجهود لتحقيق ذلك المشهد، وتتناسق فيما بينها، وينبغي استثمار كل مستجدات التقنية الإعلامية، والاتصالية، وإعلاء المهارات الشخصية للقائمين به، فضلاً عن المؤتمرات، والمهرجانات، وخطب الجمعة وأمثالها، وتأكيد المقام المميز للمجتمع السعودي على المستوى الإسلامي؛ إذ إن إسلاميته ليست خياراً من خيارات، بل هو الخيار الوحيد الذي لا يمكن المساومة عليه، ولا قابليته للتبديل، كما ينبغي أن يكون من منهج هذه الخطة إحياء الجانب الوجداني الإيماني في نفوس الناس خاصة الناشئة ليكون تفاعلهم مع القيم تفاعلاً تدينياً حيا.
وأوضح الزنيدي أن التطبيق الجاف للقيم يفقدها روحها، و أثرها، وحسبنا شاهدا الشكلية الواضحة في العبادات لدى كثير من الناس مما جعلها تفقد أثرها في حياة صاحبها، قوة في الخير، ونهياً عن الفحشاء، والمنكر، وورعاً أمام المحارم.
واعتبر الزنيدي أن استيعاب القيم المعاصرة التي ارتبطت لدى هذا الجيل بالحياة الكريمة التي يتطلع إليها مثل الحرية، وحقوق الإنسان والمواطنة ونحوها وفق صياغة لهذه القيم تجمع بين قيامها على الشريعة، ومناسبتها للمستوى الحضاري للمجتمع، وتلبيتها لحاجة أولئك الشباب، وأهمية تكامل عوامل الانضباط بالقيم تنشئة تربوية، وضغطاً اجتماعياً، وإلزاماً حكومياً بالتوازن الشرعي الواقعي، وإزالة كافة صور التناقض بين الدعوى، والممارسة؛ بين ما يُنصح به الناس ويُربون عليه، ويُقدم لهم إعلامياً، وما يمارسه أرباب الدعوة، والتربية، والمسؤولية مما يؤدي إلى الاستهتار بهذه القيم كتعبير عن الاستهتار بأولئك المتناقضين.
عقب ذلك فتح مجال المداخلات، وعقدت ورشة تعريفية ببعض المشاريع القيمية.
وبعد صلاة الظهر أمس استؤنفت جلسات الاجتماع المسائية في الجلسة الثانية التي ترأسها معالي الرئيس العام الشيخ عبد العزيز بن حميّن الحميّن لمناقشة المحور الثاني تحت عنوان ( تعزيز القيم والأخلاق في مجالات عمل الرئاسة ) ( الجهود – البرامج - الصعوبات ) حيث قُدمت فيه خمس أوراق عمل كانت الأولى بعنوان (تعزيز القيم والأخلاق في مجال التوعية والتوجيه) للشيخ عامر العامر مدير عام فرع الرئاسة بمنطقة عسير الذي أصّل فيها القيم والأخلاق من الكتاب والسنة, وذكر أهمية القيم والأخلاق في المجتمع وضرورة الأعمال التوعوية لتعزيزها,وعرّج على جهود الرئاسة العامة في تعزيز القيم والأخلاق. واستفاض بذكر أبرز القيم الإيجابية التي يجب الاهتمام بها وتعزيزها والصفات السلبية التي يجب مواجهتها ومعالجتها وقال:إن الالتزام بالعقيدة الإسلامية من أهم وسائل تحفيز القيم , وذكر العوائق والصعوبات التي تواجهها إدارات وأقسام التوعية والتوجيه في جهاز الهيئة في الحد من الظواهر السلبية.
ومن أبرز ما جاء في ورقته توصيته بإنشاء هيئة عليا تعنى بالقيم والأخلاق، تعتمد بشكل أساس على الشراكة القوية مع المؤسسات التربوية،ومع المجتمع.
فيما تناولت الورقة الثانية (تعزيز القيم والأخلاق في مجال العمل الميداني ) قدمها فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الناصر مدير مكتب وكيل الرئيس للشؤون الميدانية والتوجيه والذي تحدث فيها عن تعزيز القيم والأخلاق لدى العاملين في الميدان ثم طرح مقدم الورقة برنامجين مقترحين لتعزيز القيم والأخلاق لدى العاملين في الميدان .
واقترح رفع مستوى المشاركة في الوسائل الإعلامية، وبخاصة القنوات الفضائية، والمواقع الإلكترونية.
وتحت عنوان (تعزيز القيم والأخلاق في مجال الإعلام والدراسات ) تناول الدكتور ياسر الشهري مدير عام الإعلام والعلاقات بالرئاسة المساعد الورقة الثالثة ووصف فيها الجهود السابقة وتقييم الوضع الحالي للإعلام والعلاقات بالرئاسة وعرض عدداً من البرامج المقترحة في نفس المجال وذكر الحلول والبدائل للصعوبات والتحديات.
وتناولت الورقة الرابعة للدكتور محمد السحيم مدير عام مركز البحوث والدراسات بالرئاسة موضوع (تعزيز القيم والأخلاق في مجال البحوث والدراسات) حيث استعرض فيها الجهود السابقة لمركز البحوث والدراسات في الرئاسة في تعزيز القيم، وبين المجال الواسع للمركز الذي يمكن أن يسلكه في تعزيز القيم وتقوية الصفات الإيجابية من الأخلاق المرغوبة في المجتمع ونبذ ما سواها, وذكر الرؤية المستقبلية للبرامج المقترحة في هذا الشأن, وتفعيلها, والصعوبات التي تحول دون بلوغها أو تحد من تفعيلها.
أما الورقة الخامسة والأخيرة في هذا المحور فكانت بعنوان (تعزيز القيم والأخلاق في مجال التقنية) لفضيلة الشيخ إبراهيم العلي مدير عام الإدارة العامة لتقنية المعلومات بالرئاسة حيث تحدث عن استخدامات التقنية المؤثرة في القيم والأخلاق، ووسائله، ومظاهره، وآثاره، وأسبابه. وذكر جهود الرئاسة في تعزيز القيم والأخلاق في مجال التقنية. وعدّد البرامج والمبادرات المقترحة. وختم بالصعوبات والتحديات التي تواجه تعزيز القيم والأخلاق في مجال التقنية .
بعد ذلك فتح باب المداخلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.