مشاهد مأساوية تنطوي صفحاتها يوماً بعد يوم أمام أعين الناظرين والمراقبين للوضع السوري المتأزم، حيث يعاني ملايين السوريين من نقص وعجز في مستلزمات الحياة الضرورية وموارد العيش. وتواجه المساعدات الإنسانية والطبية الموجهة لسوريا عديداً من العقبات والحواجز والقيود التي تحول دون وصولها للشعب الجريح، فالظروف العصيبة تمزقهم دون ناصر أو معين. وأشارت صحيفة «لوس أنجلس تايمز» الأمريكية إلى أن المتحدث الرسمي ومنسق الشؤون الإنسانية بالأممالمتحدة جنس ليرك، صرح بأن المساعدات لم تصل إلى جميع المناطق بسبب «القيود اللوجستية الصارمة عند الاقتراب من عبور خطوط النزاع المتصارع عليها». وصرح مسؤول برنامج الغذاء العالمي للشأن السوري بأن ما يصل فعلياً من المساعدات الغذائية لا يتعدى 40٪ أو 45٪ من المساعدات. وأشارت الصحيفة إلى أن هيئة الإغاثة التركية أكدت تباطؤ حركة تدفق الإمدادات والمساعدات الإنسانية، حيث لا يسمح للشاحنات بالدخول من خلال المعابر الحدودية الرسمية بين تركيا وسوريا بسبب الضغوط التي تمارس من قبل الطائفة العلوية ذات النفوذ القوي في تركيا، التي ما زالت تدعم الأسد. وأعرب كثير من الأطباء عن خيبة أملهم، بسبب عدم وجود ما يكفي من الإمدادات اللوجستية اللازمة لتأمين المستشفيات الميدانية. وأضاف أحد الجراحين أن «الأطباء لا يستطيعون فك رموز الواقع الخارجي ولا يستطيعون فهمه». وذكرت تقارير هيئة الأممالمتحدة أن عدد اللاجئين الذين فروا من سوريا خلال الحرب الأهلية وصلت لمليون لاجئ، وقد تصل ثلاثة ملايين مستقبلاً حسب التوقعات المرئية على أرض الواقع. ويقدر خبراء أن عدد النازحين من سوريا حتى الآن يتراوح ما بين مليوني وستة ملايين نسمة. وهذا ما يدعو للأسف الشديد أن جهود الإغاثة عاجزة عن السيطرة على الموقف. وصرحت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس بأنه «يسدل الستار ببطء شديد يوماً بعد يوم على كارثة إنسانية سقط عنها القناع منذ أمد بعيد». ويستنكر زعماء المعارضة موقف الأممالمتحدة من تقديم المساعدات الإنسانية إلى النظام السوري، الذي ارتكب المجازر والفظائع التي أسفرت عن مقتل 70.000 مواطن سوري.