يتبادلون وداع هذا العام ثم يباركون لمقدم العام الجديد لكنني بالرغم من كلماتهم لو يفهمون أراه عاما من جليد وأرى له كفا تمد الليل في طرقاتنا وأرى له وجها بليد وأراه مغرورا يصم السمع عن أناتنا ويصيخه للعاصفات كما يريد *** هو لم يكن عاما لصنع الذكريات ولم يكن عاما يحب الأمهات ولم يكن عاما يساعدنا على مضض الحياة أنا ليس يحزنني رحيل شهورهِ أخذ الحبيبة والحبيب ومدهم بقبورهِ وتيتّم الحنّاء والعطر المحبب في القنائن واختفى من دارنا دفء العمائم والمداخن *** ياأيها العام الملفع بالنحيب غب عن صباحي كيفما شاء الزمان ولا تعد عند المساء فلقد وعدت قصائدي أن أستقيل من البكاء ولقد تعاهدنا أنا والريح ألاّ لحن نعزفه لروح الأشقياء *** ياأيها العام المدجج بالذنوب لو كنت تعرف كم بكا وطنٌ حزين وكم بكا وطنٌ غضوب وكم بنينا مسجدا للعيد فامتلأت بها جثثٌ نصلي خلفها كمدا صلاة الميتين فالحق بقافلة السنين ولا تعد عند المساء ولا تقدم رشوةً ليد الرحيل فالموقف العربي بعد الآن لن يستقبل الضيف الثقيل ثريا العمري | شعر | نص