في الوقت الذي يعاني فيه عابرو طريق أبوعريش صبيا من تأخر إنجاز مشروع تطويره الذي تنفذه إدارة الطرق في منطقة جازان، استثمرت عمالة وافدة ذلك التأخر وأوجدوا لأنفسهم نقاط بيع مخالفة على امتداده. واستغل وافدون مساحات مغلقة على امتداد أعمال المشروع لينصبوا عليها بسطاتهم العشوائية، ويمارسوا بيع الخضراوات والفواكه، و«شاي الجمر»، و«حب الروم»، فيما عبر مواطنون عن عدم ارتياحهم للمعروضات على هذه البسطات، متسائلين عن نظاميتها ومصادر محتوياتهم ومدى انضباطها بالاشتراطات الصحية والنظافة. وقال عبده مشنفي «نحن نعاني من تأخر مشروع الطريق وما سببه لنا ذلك من حوادث وازدحام في الحركة المرورية، حتى ظهرت لنا في الآونة الأخيرة عمالة استغلت تأخر تنفيذ المشروع لبيع شاي على الجمر لا يعرف مكوناته، وخضراوات وفواكه لا يعرف مدى صلاحيتها، فأصبحت معاناتنا معاناتين». وعدّ علي سيد أن الشاي الذي يصنعه بعض الوافدين على جنبات مشروع طريق صبيا أبوعريش المتعثر، وبالرغم من كونه يستهوي المارة بنكهات مختلفة، إلا أنه يمثل وجهاً غير حضاري بسبب البسطات العشوائية التي توسط بعضها جانب الطريق المغلق، إضافة إلى افتقارها إلى الانضباط والمراقبة، خصوصاً أن بعض ضعاف النفوس قد يستغلونها في بيع وترويج الممنوعات تحت غطاء بيع الشاي. وأكد عادل دراج تأثر القرى المجاورة لتلك البسطات المخالفة سلباً، خصوصا قريتي حاكمة أبوعريش والعقدة، مشيراً إلى أن أصحابها يلجأون إلى تجميع مخلفاتهم وحرقها أو التخلص منها بعشوائية على جانب الطريق، الأمر الذي يتسبب في تصاعد الدخان وانتشار بقايا الجمر والرماد في المكان. ولم يعلق مدير إدارة الطرق والنقل في منطقة جازان المهندس ناصر الحازمي، على أسباب تأخر تنفيذ المشروع أو الإجراءات التي اتخذتها إدارته حيالها، مكتفياً في حديثه ل«الشرق» ببيان أن إدارته تنفذ عدة مشاريع للطرق في منطقة جازان، منها طريق أبو عريش صبيا الذي يتم تنفيذ ازدواجيته بمبلغ 59 مليوناً و999 ألفاً و295 ريالاً، فيما تم اعتماد إصلاح المسار القديم للطريق نفسه بمبلغ قدره 24 مليوناً و999ألفاً و997 ريالاً، واعتماد إصلاح مسار على الطريق نفسه بطول سبعة كيلومترات مع طريق آخر بمبلغ 25 مليون ريال ضمن ميزانية العام المنصرم. من جهة أخرى، قال ل«الشرق» الناطق الإعلامي لأمانة المنطقة طارق رفاعي، إن مجموعة من العمالة انتشرت مؤخراً على جنبات الطرق تقوم بعرض وبيع منتجات مزارعهم المجاورة للطرق نفسها، معتبراً أن تأخر مشروع طريق أبو عريش صبيا ليس سبباً في وجود تلك العمالة، وأنهم موجودون على طرق أخرى غير متعثرة، مبيناً أن الأمانة بمختلف فروعها تقوم بمراقبة مثل هذه البسطات للتأكد من مدى صلاحية المنتجات التي تباع فيها، وتطبيق كل الاشتراطات البلدية على الباعة، مضيفاً أن المسؤولية مشتركة بين أمانة المنطقة، وفرع وزارة الزراعة. أدخنة متصاعدة من مخلفات الباعة العشوائيين