تعاني محافظة أبو عريش بمنطقة جازان الأمرّين؛ بسبب مشروعات الطرق المتعثرة التي تحاصر مداخل المحافظة من كل جهة، حيث مشروع توسعة طريق صبيا شمالاً، وشرقاً مشروع إعادة "سفلتة" وتوسعة الطريق المؤدي لمحافظة العارضة، إضافةً إلى مشروع "الكوبري" المنفذ حالياً بالطريق نفسه، وجنوباً مشروع إعادة سفلتة طريق أحد المسارحة، وغرباً مشروع إنشاء "كوبري" طريق جازان، وتسبب هذه المشروعات التي تتباطأ الشركات المنفذها لها في إنهائها اختناقات مرورية وازدحام في حركة السير، خصوصاً بعد أن فُصلت هذه الطرق بفواصل خرسانية مربوط بعضها بأسلاك كهربائية للإنارة، وجميع تلك الفواصل بمسارين مختلفين لا يتعدى عرضهما خمسة أمتار، مضاعفةً نسبة الحوادث المرورية. وتحدث عدد من أهالي المحافظة ل"الرياض" عن معاناتهم، وامتعاضهم الشديد من الاختناقات المرورية التي تشهدها مداخل المحافظة؛ بسبب تلك المشروعات، والتي عطلت مصالحهم، وكانت سبباً في تخريب المركبات. وعبّر "علي جابر" عن استيائه من عدم متابعة إدارة الطرق للمشروعات المتعثرة، وعدم توفير طرق بديلة، ومسارات تواكب حجم الازدحام الذي تشهده مداخل المحافظة، مشيراً إلى أنّ هذه المشروعات تفتقد وسائل الأمن والسلامة، فيما بيّن "حسن حكمي" - من سكان جنوب أبو عريش- أنّ الوصول إلى المحافظة صار صعباً للغاية؛ نظراً للازدحامات المرورية بجميع مداخلها، خصوصاً في أوقات الذروة، ما يجعل الجميع عرضةً للتأخر عن مواعيدهم وأعمالهم، والبقاء في الشارع لمدة طويلة، وقد يكون هذا الشخص مريضاً أو حتى يريد أخذ مريضٍ لمشفى المحافظة. وكشف "وائل طميحي" - من سكان صبيا يعمل في أبوعريش- عن أنّه اضطر للخروج من منزله مبكراً بساعتين، حتى يتمكن من الوصول لمقر عمله في الوقت المحدد، بالرغم من أنّه كان يستغرق (20) دقيقة قبل أن ينفذ مشروع توسعة طريق صبيا - أبوعريش، متمنياً أن تكون عاقبة هذا الصبر حركةً مرورية أفضل، ويوافقه "ناصر الودعاني" الذي يعمل بمدينة جازان، ويضطر للمرور في طريقه على المشروعات، مضيفاً أنّ ما يزيد الأمر سوءاً كثافة الشاحنات، والتي تضاعف من امكانية الحوادث، حيث تضيّق الطريق الضيّق أصلاً. غياب وسائل السلامة أثناء تنفيذ المشروعات وقال "علي سيد": إنّ أكَثَر من يُعَاني من تلك المشروعات المتعثرة؛ أهالي المراكز والقرى الواقعة خارج محافظة أبو عريش والتابعة لها، حيث إنّ جميع مشاغلهم من عمليات التسوق، ومراجعة الدوائر الحكومية في المحافظة نفسها، واصفاً الوضع الراهن بالخطر خصوصاً معظم تلك المشروعات متوقفة منذ فترة، الأمر الذي أدى إلى وجود ضحايا بسبب الحوادث الدموية التي تشهدها تلك الطرق بشكل يومي. من جهة أخرى أوضح النقيب "يحيى القحطاني" - المتحدث الرسمي لمديرية الدفاع المدني بجازان - أنّ الدفاع المدني ليس له علاقة بمشروعات الطرق والنقل، وليس من واجباته متابعة توفر وسائل الأمن والسلامة بها، مضيفاً أنّ مديرية الدفاع المدني مسؤولة عن توفر وسائل الأمن والسلامة بالمدارس والدوائر الحكومية والأهلية والمحلات التجارية وغيرها، وأمّا توفرها بمشروعات الطرق فهو من مسؤوليات إدارة الطرق والمرور. وبيّن النقيب "فواز الشريف" - الناطق الإعلامي بمرور جازان -: أنّ وسائل الأمن والسلامة بمشروعات الطرق متوفرة، وأنّ إدارة الطرق بمرور جازان تجبر المقاولين المسؤولين عن هذه المشاريع بتوفير وسائل السلامة، ومن يثبت مخالفته تتم محاسبته وفق نظام المرور، موضحاً أنّ مرور أبوعريش قام بخطط مسبقة، ومنها تجنيد العاملين في شعبة المرور بالمحافظة، والاستعانة بالمرور السري؛ لتيسير الحركة المرورية، ومنع الاختناقات التي قد تسببها تلك المشروعات، مؤكداً أنّ مرور أبوعريش سجل خلال العام الماضي (2127) حادثاً متنوعاً. وقد خاطبت "الرياض" إدارة الطرق والنقل بجازان بخصوص مشروعات الطرق بأبو عريش، وتم الاتصال بمدير الطرق والنقل بجازان "م.ناصر الحازمي" وإرسال رسائل على جواله الخاص، ووعد بالإجابة حول تلك المشروعات، إلاّ أنها لم تحظ بأي إجابة رغم المحاولات والاتصالات المتكررة.