من حق الولاياتالمتحدةالأمريكية أن تراهن على الإخوان في حكم مصر، فصداقة البيت الأبيض الطويلة لمبارك لم تمكن الأخير من فرض سيطرته على حماس، وكان الحفاظ على أمن إسرائيل هو «عربون محبة» سارع الإخوان بتقديمه إلى أمريكا في بداية وضعهم على رأس السلطة.فوجئت أمريكا بثورات الربيع العربي؛ لم تستوعب رحيل زين العابدين بن علي من تونس حتى أتاها نبأ تخلي حسني مبارك عن الحكم، وبينما راح العالم يستغرق في تحليلات وتفسيرات ما حدث، كان ساسة واشنطن يسابقون الريح للحاق بمستقبل هذه الثورات لتطويعها وفقاً لمصالحهم، كان القرار بالتدخل السريع في ليبيا، ومعالجة الأمور في اليمن، وتنويم المصريين بمغناطيس الإخوان.شروط الصفقة تحقق للطرفين ما يتمناه؛ تأمين حكم الإخوان لمصر في الخارج مقابل أمن الصهاينة في الداخل الإسرائيلي.. المرشد هو الشخص الوحيد القادر على التهدئة.. أمراء غزة يدينون بالولاء لفضيلته والرئيس المصري والنتيجة: بيريز تحول بين ليلة وضحاها إلى صديق وفي لمرسي، وخالد مشعل تفرغ لممارسة رياضة «الجيم» في صالات الدوحة!.وضع الإخوان في بطن أمريكا «بطيخة صيفي» وأطعموا المصريين «الأونطة» تحت مسمى مشروع النهضة. وتفكيك الأزمة في مصر يحتاج إلى تفكيك الإخوان، فالبلاد على أبواب مجاعة، وقيل إن زوجة الرئيس تشترط توسيع المطبخ في «فيلا» السلام قبل أن تنتقل للإقامة فيها.. الشارع المصري يشتعل غضباً، والدكتور هشام قنديل يجلس على موائد العراق. وزير الخارجية الأمريكي اطمأن على تحقيق الاستقرار في إسرائيل فأعطى الضوء الأخضر للانتخابات البرلمانية في مصر، وضحكة مرسي في لقائه بجون كيري غطت على صراخ أمهات الشهداء وأهالي المصابين، وبعض المواطنين ذهبوا إلى الشهر العقاري لتفويض القوات المسلحة بإدارة شؤون البلاد. البيت الأبيض سوَّد وجه المعارضة، حمدين صباحي والدكتور محمد البرادعي رفضا لقاء الوزير الأمريكي، وعمرو موسى ترك الجبهة وأنقذ ولعه بالجلوس واضعاً ساقاً فوق أخرى وهو يشرح بيديه حقيقة الموقف بوصفه دبلوماسياً مخضرماً، يحمل لقب وزير خارجية وأمين جامعة عربية سابق.كيري جاء إلى مصر ليبلغ رسالة إلى المناهضين لحكم الإخوان.. فاستحق ثناء الجماعة وتوبيخ المعارضة، وأمريكا تتمسك بمرسي.. ترى أن الرجل لم يفشل في تحقيق وعوده معها.. ردع غزة بالأسلحة المتطورة لم يحقق نفس النتائج.. أوامر المرشد تفي بالغرض؛ توفر لجنرالات إسرائيل نفقات الحرب، وتحرم شعبهم من الإحساس المهين بالاختباء في الملاجئ. صورة مرسي في إسرائيل ناصعة.. حب الدولة العبرية للجماعة يمحو ألمها على فراق مبارك.. إسرائيل لا تشبع.. تراقب المصالحة الفلسطينية عن كثب.. تتمنى ألا تتم.. إقصاء عباس إحدى المهام الرئيسة. أمريكا مازالت في احتياج إلى المزيد من الإخوان لكسب الثقة، وأبناء المرشد في حاجة إلى تأكيد وجودهم في السلطة، أمريكا تغض الطرف عن ممارسات الداخلية – من قتل وسحل وإصابات – مع المتظاهرين، ووزير الخارجية سيختتم زيارته دون توجيه أي لوم لما جرى في وجوده. آخر سطر: الجزَّار العبيط مهموم بذبح…….السكين.