فتح برنامج الملك عبدالله للابتعاث، فرصة لظهور جيل جديد من الكوادر القيادية، فقد شهدت المملكة تقدماً ملحوظاً خلال الثماني سنوات الأخيرة.وذكر الباحث في شؤون دول الخليج، السفير الأمريكي السابق لدى الكويت ريتشارد لوبارون خلال تقرير مفصل عن الابتعاث السعودي إلى أمريكا نشرته صحيفة( US Today )، أن شعبية برنامج المنح الدراسية لدى الشباب السعودي زادت بشكل ملحوظ، حيث وصل مجمل عدد الطلاب السعوديين من الجنسين إلى 71 ألف طالب خلال عام 2012، في حين كان عدد المبتعثين قبل ثماني سنوات 6 آلاف فقط، وهذا النمو الهائل يؤكد أن الطلاب المبتعثين أصبحوا يشجعون الخريجين على الالتحاق ببرنامج البعثة، كما أن الحكومة السعودية عمدت بعد نتائج البرنامج الإيجابية إلى توسيع نطاقه، وذلك لاستيعاب أكبرعدد من المبتعثين. وقد تخرجت أول دفعة من برنامج الابتعاث عام 2008، وغيرت كثيراً من الجوانب الاجتماعية، على رأسها حرص الأسر السعودية على ابتعاث الفتيات، بعد أن كانت المملكة من أكثر الدول تحفظاً في موضوع سفر المرأة وعيشها في الخارج، و هذا يدل على تغير ملحوظ في أعراف المجتمع السعودي حيث ارتفع عدد الطالبات المبتعثات إلى أمريكا بنسبة 24%. وقد لاحظت الجامعات الأمريكية أن الطالبات السعوديات أصبحن أكثر استقلالية واعتماداً على النفس كما حققن تطوراً أكاديمياً أفضل من الطلاب السعوديين .وتشير اللقاءات مع الطلاب السعوديين أنهم أصبحوا أكثر انخراطاً مع المجتمع الأمريكي ولديهم صداقات مع الطلاب من مختلف الجنسيات، ومع ذلك فإن على أمريكا بذل مزيد من الجهد لتشجيع السعوديين على الانخراط أكثر مع المجتمع الأمريكي وذلك من خلال تكثيف برامج تعليم اللغة الإنجليزية وإشراك الطلاب في مختلف المنظمات الأمريكية وتشجيع الأسرالأمريكية على استضافة الطلاب السعوديين،ولضمان بقاء هذه الصداقة فإن على الجامعات الأمريكية التواصل مع طلابها في السعودية بعد التخرج وخصوصاً طلاب الدراسات العليا وإرسال إداريين وأعضاء من هيئات التدريس لزيارة الخريجين في المملكة لضمان تواصل البلدين على المدى البعيد.