حتى وقت قريب كانت الأطماع الإسرائيلية في «المسجد الأقصى» مختفية تحت مطلب البحث عن «هيكل سليمان» تحت مبنى المسجد، من أجل إعادة بنائه. لكن هذه الأطماع خطت خطوات جديدة أكثر قوة في الآونة الأخيرة بإعلان المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية ايهودا فاينشتاين أن الأقصى «جزء لا يتجزأ من أراضي إسرائيل، ينطبق عليه القانون الإسرائيلي»، وإعلان بلدية القدس أن «ساحات المسجد الأقصى هي ساحات عامة وليست ساحات تابعة للمسجد». وذكرت البلدية، التي يديرها زعيم يميني متطرف هو نير بركات، أن مساحة المسجد الأقصى تقتصر على مباني المسجد وقبة الصخرة القريبة منه، ولا تشمل الساحات المحيطة به، والبالغة مساحتها 144 دونماً. وقال مفتى القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين إن سلطات الاحتلال تسعى إلى تقسيم المسجد الأقصى، والسيطرة على ساحاته الواسعة، تحت حجة إقامة الهيكل المزعوم. وتطلق السلطات الإسرائيلية على المسجد الأقصى اسم «جبل الهيكل». وتجري دائرة الآثار الإسرائيلية منذ سنوات الاحتلال الأولى عام 1967 عمليات حفر دؤوبة أسفل المسجد بحثاً عن الهيكل. وحذر خبراء آثار فلسطينيون وإسرائيليون من أن استمرار الحفريات ربما يقود إلى انهيار المسجد. وفجر خلاف حول «المسجد الأقصى» بصورة خاصة والقدس العتيقة بصورة عامة مفاوضات فلسطينية -إسرائيلية جرت في منتجع «كامب ديفيد» برعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون عام 2000. وطالبت إسرائيل في تلك المفاوضات بالسيادة على المناطق الواقعة أسفل المسجد الأقصى الأمر الذي رفضه الرئيس الراحل ياسر عرفات. ويقول سدنة المسجد بأن أعداد الزوار اليهود إلى ساحات المسجد في تزايد مستمر. وتنظم الشرطة الإسرائيلية الزيارات السياحية إلى «المسجد الأقصى». وغالباً ما يندس بين السياح عدد من المتطرفين اليهود الذين يقومون بطقوس دينية في ساحات المسجد التي يعتبرونها «جبل الهيكل» ويقول سدنة المسجد إن السلطات الإسرائيلية تسمح لأعداد متزايدة من اليهود بالدخول إلى ساحاته. وفي غضون ذلك، دعت جمعيات إسلامية المسلمين إلى «شد الرحال» إلى المسجد الأقصى لحمايته من الاعتداءات الإسرائيلية. وقالت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» في بيان وجهته أمس إلى الفلسطينيين في إسرائيل والأراضي المحتلة بأن الوجود في المسجد بمثابة «صمام الأمان وخط الدفاع عن المسجد الأقصى». وأعلنت مجموعة مؤسسات إسلامية ناشطة في القدس هي «مؤسسة الأقصى» و «مؤسسة البيارق» و «مؤسسة عمارة الأقصى» أنها أعدت برامج لزيادة أعداد المصلين في المسجد الأقصى أثناء شهر رمضان. وذكرت المؤسسات الثلاث في بيان لها أمس إن «مؤسسة الأقصى» ستعمل على توفير عشرات آلاف وجبات الإفطار والسحور للصائمين في الأقصى، وأن «مسيرة البيارق» ستوفر نحو 1500 حافلة لنقل المصلين من كافة المناطق داخل الخط الأخضر إلى المسجد، وأن «مؤسسة عمارة الأقصى والمقدسات» ستعمل على إقامة حلقات علم خلال الشهر المبارك. وأعلنت «مؤسسة الأقصى» في بيانها إن مجموعتين من المستوطنين المتطرفين تضم الأولى ثمانية رجال والثانية ثمانية نساء اقتحموا ساحات المسجد الأقصى أمس، وتجولوا فيها تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية. وأضافت أن مجموعة ثالثة تضم ضباط شرطة دخلت إلى المسجد وتجولت في ساحاته، ودخلت إلى المصليات الأربعة وهي: القبلي، والأقصى القديم ، والمرواني وقبة الصخرة.