قال نائب الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور ناصر الجهيمي، ل«الشرق»، إن اللقاء العلمي، الذي تنظمه الدارة عن الأديب الراحل عبدالله بن خميس، بالتعاون مع النادي الأدبي في الرياض، غداً الثلاثاء، يمثّل أهمية في سياقه التاريخي، لكونه يوثق تاريخ أحد رواد البحث العلمي والأدب والإعلام في المملكة العربية السعودية. وأضاف أن اللقاء هو أيضا توثيق لمرحلةٍ تاريخية غير سياسية، من خلال إنجازات بن خميس، وإشهار للمساتٍ ثقافية وأدبية للمجتمع السعودي قبل ظهور الثورة المعلوماتية والاتصال السريع، وما فيها من إخلاص المؤرخين ومثابرتهم على بناء تقاليد علمية وقواعد بحثية، صارت نبراسا للباحثين والمهتمين حتى يومنا هذا. وأوضح الجهيمي، أن ابن خميس، يمثل أنموذجا للباحث العاشق للحقيقة، ومشيرا إلى جهده للوصول إلى المعلومة الدقيقة، ومبينا أنه أستاذ في مجاله، فهو مثقف موسوعي له في كل مجال صولة وجولة، حيث أثرى المكتبة بالإنتاج المتفوق، فأنصفه تاريخ الثقافة والإعلام، معبترا هذا اللقاء أكبر دليل على ذلك. وأشاد الجهيمي، بابن خميس، لافتا إلى أنه كان رائدا في الإعلام، حين كان المجتمع مشغولا بترتيب أولوياته، مبينا أن له شخصيته النقدية الخاصة دون أن يتخلى عن أدب الخلاف وأصوله. من جانبها، قالت الروائية أميمة الخميس، إن والدها كُرِّم قبل وفاته مرات عدة على المستوى المحلي، والعالمي. وبيّنت الخميس، أن كتاب والدها «شؤون وشجون»، لا يزال ممنوعاً من النشر، وذلك لإصراره على عدم حذف أي جزء منه، وألّا يمسه أي تغيير، لافتة إلى أن المؤشرات الحالية قد تسمح بإجازة الكتاب. وعن الاختلاف في وجهات النظر بين عبدالله بن خميس، وعبدالله بن إدريس، قال الكاتب الصحافي إدريس الإدريس، إن علاقة والده بابن خميس، اعترتها خلافات في وجهات النظر، وأن أبرز قضية خلافية بينهما كانت بسبب تأييد ابن خميس الأدب الشعبي والمنافحة عنه، في حين كان والده يتحفّظ على نشر وإبراز الأدب الشعبي والعامي، موضحاً أنه كان ضد الشعر النبطي بسبب تأثيره السلبي على اللغة العربية، وأنه كان يرى أن نشر القصائد العامية غير لائق، لما يتبعه من «تطبيل» ومديح مبالغ فيه، مؤكداً أن الاختلاف الحاد بينهما تحسَّن نوعا ما قبيل وفاة الأديب ابن خميس.