تسبب نقص الغاز الحاد الذي تشهده منطقة الحدود الشمالية، بالتزامن مع الانخفاض الحاد في درجة الحرارة هذه الأيام، في حدوث إرباك كبير للمواطنين وللمطاعم التي أغلقت أبوابها أمس، إضافة إلى صالات الأفراح. وشهدت عرعر، ومحافظة طريف، والعويقيلة، نفاداً كلياً وجزئياً للغاز، ولجأ أصحاب المحلات إلى توزيعه بتقنين، بمنح الزبائن أسطوانة واحدة فقط، لضمان حصول الجميع على الغاز. وعزا ملاك منافذ بيع الغاز ذلك إلى هيكلة جديدة قامت بها شركة الغاز، وتخصيص فرع الدمام بدلاً من القصيم، لتأمين أسطوانات الغاز. وكشفت جولة «الشرق» أمس إغلاق جميع محلات الغاز أبوابَها، خصوصاً في أحياء المحمدية والفيصلية والصالحية والنسيم، بسبب نفاد الأسطوانات. وعلمت «الشرق» من مصادرها الخاصة أن سيارة واحدة فقط تحمل 750 هي ما وصل فقط إلى مدينة عرعر، التي يسكنها أكثر من مائتي ألف نسمة. وبحسب أحد المسؤولين عن الفنادق في المنطقة الشمالية، فإن شركة الغاز رفضت القدوم لتعبئة خزان وقود الغاز، مما اضطره إلى البحث عن أسطوانات لضمان عدم تأثر الزبائن بنقص المادة. وقال أحد أصحاب المطاعم، إن العمل توقف بالفعل جراء النقص الحاد في أسطوانات الغاز الكبيرة، مبيناً أن أحد موزعي الغاز ذكر أن أعمال الصيانة التي تمرّ بها المحطة الرئيسة سبب تصاعد هذه الأزمة. من جهته، أوضح مستشار الاقتصاد في الغرفة التجارية في الرياض نبيل عبدالصمد، أن الشركة غيّرت مسار تعبئة الغاز من القصيم إلى الدمام، مما أدى إلى زيادة المسافة لمنطقة الحدود الشمالية، مضيفاً أن تأخر وصول الغاز يؤدي إلى انخفاض المعروض في المكان، بالإضافة إلى تعمد تأخر السائقين بسبب مطالبتهم بزيادة الرواتب لبُعد المسافة، وعدم استجابة الشركة لذلك.