ألقى نقص الغاز بظلاله على مناطق ومحافظات شمال المملكة، وتزامن ذلك مع انخفاض حاد في درجة الحرارة، وبدء إجازة منتصف العام، الأمر الذي سبب إرباكا للمواطنين، وملاك المطاعم وصالات الأفراح، مما اضطر البعض إلى السفر إلى مناطق متاخمة بحثا عن أسطوانة غاز، فيما قاد ذلك إلى غلق بعض المطاعم أبوابها أمس. وشهدت مناطق الجوفوعرعر ومحافظة القريات نفادا كليا للغاز، وأغلقت معه بعض منافذ التوزيع، ولجأ ملاك محلات بيع الغاز إلى توزيعه بشح ومنح الزبائن أسطوانة واحده فقط، لضمان شمول الجميع. ولليوم الرابع على التوالي، تشهد منطقة الحدود الشمالية، وبخاصة عرعر ومحافظة طريف عدم توفر الغاز للمستهلكين، ببعض الأحياء، فيما عزا ملاك منافذ بيع الغاز ذلك إلى هيكلة جديدة قامت بها شركة الغاز، وتخصيص فرع الدمام، بدلا من القصيم لتأمين أسطوانات الغاز. وظهرت تداعيات نقص الغاز بالجوف، بعد أن قامت مطاعم بإغلاق أبوابها بوجه الزبائن؛ لعدم توفر الغاز، كما يعاني ملاك قاعات وقصور الأفراح لارتباطهم بزواجات لحفلات زفاف. وفي حائل، بدأت بوادر الأزمة تطل برأسها، متأثرة بالمناطق المتاخمة، بعد ارتفاع الطلب على الغاز، وقيام مواطنين وملاك قاعات أفراح ومطاعم بالسفر إليها للحصول على الغاز. وبحسب أحد المسؤولين عن الفنادق بالجوف، فإن شركة الغاز رفضت القدوم لتعبئة خزان وقود الغاز، مما اضطره إلى البحث عن أسطوانات، لضمان عدم تأثر الزبائن بنقص المادة. إلى ذلك، لاتزال محلات الغاز بالقريات تواصل إغلاق أبوابها أمام الزبائن، لليوم الرابع، بسبب النقص الكبير في أسطوانات الغاز وسرعة نفاد ما يصل منها. وفي جولة ل"الوطن" على منافذ بيع الغاز، تصدرت المحلات لوحات إرشادية كتب عليها "لا يوجد غاز". فيما قال أحد أصحاب المطاعم إن العمل توقف بالفعل جراء النقص الحاد في أسطوانات الغاز الكبيرة، مما جعلهم يبحثون عنها في مدينة طبرجل (120 كم شرق القريات)، وكانت أعمال الصيانة التي تمر بها المحطة الرئيسة وفقا لأحد موزعي الغاز هي ما دفع هذه الأزمة إلى التصاعد. وفي عرعر، التي تشهد شحاً في توفر أسطوانات الغاز، أغلقت بعض محلات الغاز أمام المستهلكين في بعض الأحياء لعدم قدرتها على تلبية الطلبات.