هذا هو خط سير شكوى أي مواطن متذمر يائس من تجاوب المسؤول في منطقته أو المحافظة التي يتبعها «إدارياً» في وطننا العزيز! فالبعض يضطر لرفع شكواه لمعالي الوزير المعني برقياً أو بالبريد السريع، بينما يعمد آخرون إلى السفر للعاصمة «الرياض» براً أو جواً طمعاً بفرصة – قد – تسنح ربما – في رحلة بحث عمن ينتصر لصبرهم عند قمة هرم المراتب والمسؤولية، متلمسين المخارج والحلول لمعاملات يتعاقب على معالجتها مئات الموظفين في مناطقهم، بين شرح فلان وتأشيرة علَّان و»تكشيرة» عشرات المديرين ورؤساء الأقسام، علاوة على التوقف المتكرر في أدراج المكاتب لأشهر وربما لسنوات! وما زال فينا من الطيبين مَنْ يحسب «الوزارة» محطة معاناته الأخيرة، إلا أن ظنه الحسن يستحيل إلى وهم! حين تنطلق شكواه في رحلة معاكسة! بعد اطلاع الوزير عليها وشرحها بالعبارة التقليدية (لسعادة المدير – في منطقة المشتكي – للاطلاع والإفادة)! وكالمتبع عند كل مدير ينعم ب «سعادة» فيدمغ الشكوى بتوجيه مساعديه لإعداد الردّ «المناسب» له ولإدارته، المطمئن للوزير، بعدم صحة ما ذهب إليه المواطن المغلوب على معاملته، وفق اللوائح والأنظمة المتبعة! * ركلة ترجيح إنها الآلية المتبعة – العقيمة – في معالجة شكاوى المواطنين بعد تأكدهم من استحالة إنجازها في مناطقهم، آلية متناقضة مع المنطق وعديمة الجدوى! فالوزير – الأمل – يعيد شكوى المواطن لمسؤول هو خصم افتراضي! فأين المخرج من متاهات بيروقراطية محبطة لآخر آمال مواطن متضرر؟ يحلم برؤية وزير في نهاية النفق؟!