وصلتني رسالة نصية تقول: مبروك (أربحت) شيك بالرقم 586454، الرجاء الاتصال! ولأن النفس أمّارة بالثراء، اتصلت بالرقم لتوي وفقري. ردت علىّ لبنانية في صوت مخملي دافئ (يسيّح الرُكب): شو اسمك حبيبي؟! بعدها، توالت أسئلة منكر ونكير حوالى عشر دقائق، طمأنتني الداهية خلالها بأنني (أربحت) ألف يورو، وقالت: (مبروووك) بصوت مغناج مازال صدى (واواتها) تذكّرني بضعفي أو قلة حيلتي أو تهوري، أو ما يقابلها بالعملات الأجنبية. قالت الشابة: اصبر شوي، إِلتلك (قلت لك باللبناني)، بدّي أضاعف لك الجائزة. ثم انهمرت الأسئلة مرّة أخرى من فمها الإبليسي حتى قالت: (مبروووك، صار معك ألفين يورو، بدك زيادة)؟! قلت لها: ومالو يا حبيبتي، (إشمعنا، مُش هي بتقول لي حبيبي برضو)؟! سألتها في رجاء وتوسل: يعني أنا ربحت الألفين يورو؟! قالت: الألفين نعم، بس اليورو اصبر عليها شوي، الكمبيوتر سيكشف (حال) أرباحك. مرّت الثواني مثل (ليل العاشقين) قبل أن يتسلل صوتها عبر الهاتف، لكنه يقطع القلب هذه المرّة: (إربحت ألف ألف مبروووك بدون يورو، سنتصل بك بعد ثلاثة أشهر لتسليمك المبروكات)! بربكم، من الذي يسمح لهؤلاء الأفاكين باختراق قوائم أرقامنا التي يفترض أن تكون في سرية وأمان من (الحرامية) الذين يقلقون مضاجع الفقر، ويداعبون أحلام البؤساء الذين لا خيار لهم غير التعلق بقشة (إربحت الجائزة)؟! من السهل بمكان، تسلل شركات الاحتيال العالمية لشعب الله المكبوت لعرض خدماتها الجنسية عبر أصوات داعرات محترفات يبعن الهوى الصوتي، مقابل سحب أرصدة الحالمين، فهل شركات اتصالاتنا الوطنية بريئة من هذا الحرام (المركّب) والمربك في آن؟!