لا أحد يعلم كيف حدثت هذه المصيبة، ومَنْ الذي (فعلها)، المهم أنه حدث والسلام..! حبيبي، الدكاترة قالوا عليك أيه؟! حامل..! في الشهر الكام؟! التاني.. وهكذا، وجد (حسنين) نفسه حاملاً، يقضي ليله مستفرغاً ما جمعه في بطنه من طعام من فرط (الطُمام)، أو كما قال..!. حين طرق الشهر الثالث بأصابعه على جدار بطنه المتكوّر، صار (حسنين) كثير الشكوى شاحباً كسجين في حبس لئيم. كويس يا عوضية، إشمعنا، وانتي حامل السنة اللي فاتت أنا كنت بعمل فيكي كده؟! بدأت النقة، وأنا مالي؟! قبل أن يبدأ (الزوج الحامل) بدلق ملايين الجرادل غير المرئية من (سوائل) البكاء، جاءت أمهُ تحمل إناء حساء، عاري الرأس، استعاضت عن غطائه بأن فرشت أصابعها في (مجال الإناء الجوي). وضعت أم حسنين الإناء برفق في منضدة مفككة الأوصال، فقدت بعض سيقانها لكنها منتصبة مثل حيوان الكانغر، ثم رفعت يدها وأشاحت بها في الهواء كأنها تطرد ذباباً وهمياً لم يكن موجوداً إلا في خيال أصابعها، وقالت: كيف أصبحت يا ولدي؟! والله يَمّه الشغلة صعبة خلاص..! أصبر، الدور عليك. حين قالت الأم: (الدور عليك)، ابتسمت عوضية في خبث، وقالت: أيوه كده، كلميه يا خالة، إشمعنا أولد أنا لوحدي؟! حسنين لم تعجبه مخاشنة عوضية له وشماتتها، فاستدار ببطنه نحو الحائط برفق، كأنما خاف اختناق (محتوياتها). رفع حسنين يده بغتة من تحت بطنه، فاصطدمت بإناء الحساء الذي تصاعد بخاره لأعلى، مغطياً أجزاء واسعة من ابتسامة زوجته. نقطة وسطر جديد: بربكم، لماذا لا يحتمل الرجال زوجاتهم (حملئذٍ)، فلكل فعل حب، رد (حمل)، مساوٍ له في العاطفة!