أكد رئيس فرع جامعة طيبة في العلا، رئيس اللجنة العليا المنظمة للمؤتمر الأول للآثار والسياحة في العلا، الدكتور سالم البلوي، في تصريح ل»الشرق»، أهمية هذا الحدث العالمي، الأول من نوعه في تاريخ محافظة العلا السياحية والأثرية، التي تزخر بموروث أثري وثقافي، جعلها قبلة للعلماء والباحثين الأثريين حول العالم. وشدد على أن مشاركة علماء وباحثين في الآثار والسياحة من 22 دولة من العالم، سيضيف للمملكة العربية السعودية وللعلا تطورا كبيرا في هذا المجال. وأضاف أن الفكرة الرئيسة للمؤتمر انبثقت من جامعة طيبة، بعدما تم تدوين العلا في موقع التراث العالمي، مما وفر لها مكانة لدى السياح، وأيضا توعية المواطن بهذا الإرث. وقال إنه سيتم في المؤتمر تقديم مائة بحث أثري وسياحي، متمنيا أن يخرج المؤتمر بمشاريع مستدامة من شأنها خلق فرص عمل لأبناء الوطن في المجال السياحي في إدارة التراث والإرشاد السياحي، وأن يطبق ما يطرح فيه عمليا. وحول أبرز الأهداف العامة للمؤتمر، قال البلوي إن جامعة طيبة تتطلع لتسارع عجلة التنمية في كافة القطاعات التي تعد تكاملية في دفع عجلة التنمية وتكاتف القطاعين العام والخاص، كونهم جميعاً معنيين في التطوير والتنمية لمحافظة العلا، وأيضاً جذب العلماء والمسؤولين للوقوف على أرض الواقع ليشهدوا بأنفسهم على التطور في المجال السياحي والأثري في المحافظة. وكان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، الأمير سلطان بن سلمان، افتتح أمس فعاليات المؤتمر الأول للآثار والسياحة في العلا تحت عنوان «تحديات وتطلعات»، الذي تنظمه جامعة طيبة بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار، بحضور أمير منطقة المدينةالمنورة، صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز. وأعلن رئيس الهيئة إنشاء برنامج للعناية بمواقع التاريخ الإسلامي يرتبط مباشرة به، وتكليف عدد من المتخصصين من ذوي الكفاءة الإدارية ومتابعته ميدانياً بالتنسيق مع مشايخ ومهتمين بالآثار. وقال: إن الهيئة تتلقى رغبات عديد من المشايخ الفضلاء من هيئة كبار العلماء في تفقد المواقع الأثرية، وهو ما تحقق الأسبوع الماضي حين زار بعض منهم عدداً من مواقع التاريخ الإسلامي وآثار الأقوام السابقة في محافظة العلا، مؤكداً استمرار هذا البرنامج التفقدي. ودشن مشاريع السياحة والآثار بمحافظة العلا، شملت مشاريع: متحف سكة الحديد، متحف طريق الحج الشامي، تأهيل موقع الخريبة، تأهيل موقع عكمة، مركز زوار موقع مدائن صالح، ومشروع تأهيل قلعة العلا، كما دشَّن في انطلاقة الفعاليات المعرض المصاحب للمؤتمر، الذي يشارك فيه 14 جهة. واعتبر رئيس الهيئة، خلال الحفل الخطابي، أن هذا المؤتمر يعد نقلة مهمة في العناية بموروث المملكة الثقافي، مؤكداً أنَّ المملكة أرضٌ تقاطعت عليها حضارات الدنيا، والعلا نموذج واضح لتعاقب الحضارات، التي توجت بمواقع التاريخ الإسلامي المهمة. وقال: «مما نعتز به اليوم أننا نسعد بوجود 24 بعثة علمية تضم خبراء سعوديين ودوليين للتنقيب عن الآثار في مختلف المواقع الأثرية السعودية، والسعي إلى ربط تراث المملكة وحضارتها بالمواطن ومناهج التعليم، وإقامة المعارض المتخصصة داخلياً وخارجياً، وتشجيع ودعم أصحاب المجموعات التراثية والمتاحف الخاصة»، والاهتمام بالقرى التراثية والعمل على تنميتها، وإعادة الحياة إليها ثقافيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا. ويتزامن عقد المؤتمر مع إطلاق الهيئة حزمة مشاريع في عدد من المواقع الأثرية والتراثية في محافظة العلا، لتنضم إلى منظومة المشاريع التي تنفذها الهيئة في مختلف مناطق المملكة. وكان رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر، المشرف على فرع جامعة طيبة في محافظة العلا، الدكتور سالم البلوي، ألقى في بداية الحفل كلمة قال فيها: إن المؤتمر سيشهد طرح أربعين ورقة عمل عبر ثماني جلسات، كما سيشهد عقد ورش عمل، وأربع محاضرات. وقال مدير جامعة طيبة، الدكتور عدنان المرزوع، إنَّ الدرسات الأثرية أثبت وجود مواقع أثرية في منطقة المدينةالمنورة تعود إلى العصر الحجري. وبيَّن أنَّ الجامعة تعد دراسة لإنشاء كلية للسياحة والفندقة في فرع الجامعة في العُلا، إضافة إلى افتتاح مسار للسياحة والآثار بقسم العلوم الاجتماعية في كلية العلوم والآداب في العلا بدءاً من العام المقبل.