أصبحت معظم جامعات العالم في سباق نحو عولمة التعليم العالي الذي يأخذ أشكالا متعددة منها حراك الطلاب الدولي وانتقالهم للدراسة في الخارج وإرسال المبعوثين للخارج لإكمال دراساتهم العليا واستقطاب الجامعات للطلاب الأجانب الموهوبين وتوظيف الجامعات لأصحاب الكفاءات من أعضاء هيئة التدريس الأجانب، وتفشي ظاهرة فتح فروع للجامعات خارج الحدود، وبروز تصنيف جديد للجامعات كتصنيف شنجهاي يعطي تقييما خاصا لاستقطاب الطلاب الأجانب والموهوبين من أعضاء هيئة التدريس الأجانب وتبادل الطلاب مع الجامعات الأجنبية. ومن مظاهر عولمة التعليم العالي التوجه نحو عقد شراكات مع جامعات أجنبية في البحوث والمشاريع العلمية . وتتسابق الجامعات في العالم نحو استقطاب العقول الموهوبة وتحويل ظاهرة هجرة العقول (Brain Drain) إلى تدوير العقول (Brain Circulation ) وإلى تنمية العقول ( Brain Growth) وهذا ما أخذت به جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية ( KAUST) التي تقوم باستقطاب الكفاءات المميزة من العلماء وأعضاء هيئة التدريس والطلاب الأجانب من جميع أنحاء العالم والتحول إلى جامعة بحثية بالدرجة الأولى. هل يعقل أن نطلب من جامعة بهذا المستوى العالمي تطبيق السعودة ؟ أمر يحتاج إعادة النظر في تطبيق السعودة في الجامعات لأنها ستعيق فرص تطور الجامعات السعودية نحو العالمية. ومن منطلق التوجه الجديد للتعليم العالي في المملكة نحو العالمية فإنني أدعو الجامعات السعودية إلى دخول السباق العالمي نحو استقطاب العقول الموهوبة من الطلبة والمدرسين والباحثين وتطوير تعليم اللغات الرئيسة الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والصينية والروسية بجانب العربية وهي اللغات الست العالمية المعمول بها في الأممالمتحدة من أجل التواصل مع الجامعات الأجنبية في التعليم والأبحاث والنشر العلمي، والسماح لعضو هيئة التدريس في قضاء سنة التفرغ العلمي في جامعة أجنبية مرموقة وتسهيل تبادل الطلاب والأساتذة والباحثين السعوديين مع الجامعات الأجنبية وعقد الشراكات العلمية وإقامة المشاريع البحثية المشتركة في مجالات تقنية المعلومات وتقنية النانو واستخدامات الطاقة النووية في الأغراض السلمية وغيرها من المجالات. إن التوجه الحديث للجامعات السعودية نحو العالمية سيحقق فوائد اقتصادية وعلمية وبحثية للمملكة في المدى المتوسط والطويل وهذا يتطلب استثناء الجامعات من سعودة الوظائف الأكاديمية والبحثية فيها كي لا تصبح السعودة عائقا أمام تطور الجامعات السعودية.