قال مصدر إعلامي في الجيش الحر ل«الشرق» إن وحدات ضخمة من الفرقة العاشرة توجهت صباح أمس إلى مدينة الزبداني في ريف دمشق محذراً من نية النظام ارتكاب مجازر جديدة فيها، ونوه بأن وحدات من الفرقة ذاتها معززة بمجموعات من الشبيحة حاولت قبل ثلاثة أسابيع التوجه إلى تلك المدينة لكنها وقعت في كمين للجيش الحر أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين عنصراً منها، ما اضطرها للانسحاب، مضيفاً أن مدينة قطنا في ريف دمشق تعرضت أمس أيضاً لحملة مداهمات أمنية واسعة، وأنه يجري تمشيط أحيائها، وتفتيش جميع البيوت بلا استثناء، ونفذت اعتقالات عشوائية طالت العشرات. وفي دمشق أكد ناشطون أن قذائف سقطت في حي العباسيين، مشيرين أن قذيفة سقطت عند القبة الخضراء وسببت أضراراً في عدد من السيارات، في حين ذكرت أنباء أخرى أن الجيش الحر استهدف بعدد من القذائف فرع المخابرات الجوية المحاذي لملعب العباسيين، بينما سقطت أخرى قرب ساحة العباسيين جانب المؤسسة الاستهلاكية، فيما شهدت أطراف حي جوبر القريب اشتباكات عنيفة صباح أمس على المتحلق الجنوبي مترافقة مع تساقط قذائف متفرقة على الحي، بعد ليل من القصف العنيف، وقالت تنسيقية الثورة السورية في حي جوبر إن الوضع الإنساني صعب جداً هناك، لأن هذا الحي يأوي آلاف النازحين من الغوطة الشرقية وكانت هناك هدنة غير معلنة بين الجيش الحر وكتائب النظام، وذكرت مصادر الجيش الحر إن طائرات النظام قصفت الطريق المتحلق الجنوبي بكثافة أمس في محاولة لمنع اندفاع الثوار نحو العاصمة، وأفاد المصدر أن الجيش الحر ليس بصدد التقدم نحو دمشق وإنما يستهدف المقرات الأمنية والقناصة في هذه المناطق. وفي حلب ذكرت لجان التنسيق المحلية أن اشتباكات اندلعت صباح أمس بين كتائب الأسد ووحدات الحماية الشعبية الكردية عند الدوار الثاني في حي الأشرفية، ما أسفر عن مقتل عدد من أفراد جيش الأسد وعناصر الشبيحة، وردت كتائب الأسد بقصف حي الأشرفية بالأسلحة الثقيلة وإرسال تعزيزات إلى المنطقة، ويبدو أن الاشتباكات وقعت بعد دخول جيش الأسد إلى الأشرفية وسيطرته على حواجز تابعة للأحزاب الكردية وتمزيقه العلم الكردي وإجبار الناس على الدوس عليه، ما أدى لتدخل حزب العمال الكردستاني ووقوع اشتباكات. إلى ذلك، هدد بيان صادر عن لواء التوحيد باقتحام قريتي «نبل» و»الزهراء» الشيعيتين في ريف حلب الشمالي المواليتين للنظام، إذا استمرتا في موالاتهما للنظام، وجاء في البيان أن لواء التوحيد بالتعاون مع كتائب أخرى في الجيش الحر سيحاصرون القريتين، وأن أمام سكانهما خياران إما الانضمام للثورة أو اقتحامهما والقضاء على الشبيحة فيهما. من جهة أخرى، شيعت مدينة السلمية في ريف حماة الدفعة الثانية من الشهداء الذين سقطوا أول أمس في عملية استهداف حافلات للعمال على بوابة معامل الدفاع، وأسفرت عن سقوط نحو 97 شهيداً على الأقل و55 جريحاً معظمهم من مدينة السلمية وريفها، وقالت ناشطة في السلمية ل»الشرق» إن المدينة تعيش حالة صدمة بسبب صدور بيان عن الجيش الحر يتبنى العملية ويصف من سقطوا فيها ب»الفطايس» مستثنياً أربعة ضحايا اعتبرهم شهداء، مؤكدة أن جميع الضحايا هم مدنيون وكثيرون منهم شاركوا في الحراك السلمي للمدينة للإسقاط نظام الأسد، وتوقعت أن تتجاوز الحصيلة النهائية للشهداء ال 120 شهيداً. يذكر أن مدينة السلمية تأوي على الأقل 35 ألف نازح من المناطق المنكوبة في حمص وحماة، وكانت من المدن الأولى التي خرجت في التظاهرات السلمية ضد النظام، وأضافت الناشطة أنه سبق للعقيد رياض الأسعد أن اتهم سكان المدينة بالتشبيح، ليعتذر في اليوم التالي، كما حدث فيها انفجار قرب شعبة الحزب في المدينة سقط فيه 42 شخصاً من المدنيين وتبنته جبهة النصرة في بيان رسمي، ولم تلبث أن نفت مسؤوليتها عنه في بيان آخر.