قال نشطاء بالمعارضة السورية إن ما لا يقل عن 32 شخصاً قتلوا عندما قصف الجيش وهاجم بطائرات الهليكوبتر ضواحي في دمشق أمس. وقال النشطاء إن ستة من القتلى سقطوا في ضاحية جوبر حيث ذكروا أن طائرة هليكوبتر أسقطت في وقت سابق امس. وأظهرت لقطات نشرها نشطاء بالمعارضة 20 جثة في مسجد في ضاحية زملكا المجاورة بينها جثث ثلاثة أطفال. وقال النشطاء إن أنباء ذكرت أن بقية القتلى سقطوا في قصف بطائرات هليكوبتر وقذائف المورتر على مناطق سكنية في ضواحي عربين وحرستا وكفر بطنا ومليحة على المشارف الشرقية والشمالية الشرقية للعاصمة. في موازاة ذلك، واصل الجيش قصفه الجوي وهجماته على دير الزور وحمص فيما تحتدم المعارك في عدة أحياء بحلب، وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية بسقوط 81 قتيلاً معظمهم في ريف دمشق وإدلب ودرعا. وعن الوضع في دمشق، قال شهود وناشطون إن مقاتلي المعارضة أسقطوا طائرة هليكوبتر تابعة للجيش السوري أمس أثناء قصفها حي جوبر في دمشق اثر اندلاع قتال شرس بين قوات المعارضة والقوات النظامية. وذكر التلفزيون السوري في خبر عاجل أن طائرة هليكوبتر سقطت في دمشق لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل. وقال الشهود إن النيران حاصرت الطائرة الهليكوبتر بعد ان اصابتها قذيفة اثناء اطلاق نار ثم سقطت في حي القابون في دمشق. وأظهرت لقطات فيديو سجلها ناشطون طائرة هليكوبتر مشتعلة تسقط على الارض مخلفة وراءها سحباً من الدخان. وأمكن سماع معارضين على الارض وهم يكبرون. وسقطت الطائرة الهليكوبتر في شارع سكني ضيق في حي القابون الشمالي الشرقي الذي يقع على مشارف العاصمة. وقال ناشط في المنطقة ذكر ان اسمه أبو بكر تحدث الى «رويترز» من خلال موقع سكايب «كانت (الطائرة الهليكوبتر) تحلق فوق المنطقة الشرقية من المدينة وتطلق نيرانها طوال الصباح. حاول مقاتلو المعارضة اصابتها لمدة ساعة تقريباً وفي نهاية الامر فعلوا ذلك». وأعلن ناطق باسم مجموعة تطلق على نفسها اسم «كتيبة البدر» وتابعة للجيش السوري الحر في دمشق مسؤولة الكتيبة عن اسقاط المروحية. وقال عمر القابوني ل «فرانس برس» من القابون ان «كتيبة البدر في الجيش السوري الحر في دمشق تعلن مسؤوليتها عن اسقاط طائرة مروحية فوق القابون نحو الساعة 9.30 (6.30 تغ) من الاثنين». وأضاف ان اسقاط المروحية تم «رداً على مجزرة داريا». وأوضح ان «الطائرة تحطمت تماماً عند سقوطها»، مشيراً الى ان اسقاطها تم بواسطة مضاد للطيران. ولفت الى ان «جثة الطيار وجدت اشلاء»، مضيفاً انه «لم يتم اسر احد». كما نشرت التنسيقية صورة اخرى لجثة تمت تغطيتها لحجب فظاعة مشهدها، مشيرة الى انها «جثة الطيار الاسدي الخائن». وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان ان مروحية «شوهدت تهوي على طريق المتحلق الجنوبي بعد اشتعال النيران فيها». وقال ناشطون ان اشتباكات عنيفة اندلعت في الاحياء الشرقية بالعاصمة بعد اسقاط الطائرة الهليكوبتر. وبدأت طائرات هليكوبتر تابعة للجيش اطلاق صواريخ ونيران اسلحة آلية في احياء جوبر وزملكا وعربين وهي احياء سنية للطبقة العاملة تقع على المشارف الشرقية للمدينة. ويشن مقاتلو المعارضة في المنطقة هجمات كر وفر ضد قوات النظام على مشارف دمشق والضواحي المجاورة. وقال ناشطون ان الجولة الاخيرة من القصف فجرها هجوم لمقاتلي المعارضة قتل فيه قناص وألقي القبض على آخر بالقرب من حاجز طريق في جوبر وهي ضاحية متهدمة قرب استاد يقول ناشطون انه تحول الى قاعدة للجيش. وقال ابو عمر وهو تاجر يعيش في المنطقة ل «رويترز» عبر الهاتف «رد جيش الاسد باعتقال 100 شخص تعسفياً في جوبر. وأسقطت طائرات الهليكوبتر منشورات تحذر السكان لتسليم ما يصفه النظام بارهابيين أو مواجهة الابادة». وفي داريا، قال المرصد السوري انه عثر على 14 جثة جديدة في داريا في ريف دمشق حيث اسفرت عملية للجيش السوري عن سقوط مئات القتلى في الايام الاخيرة. وكان عثر اول من امس على جثث 320 شخصاً على الاقل في المدينة التي تبعد سبعة كيلومترات جنوبدمشق. وتبادل النظام السوري والمعارضة امس الاتهامات بعد العثور على هذه الجثث. في موازاة ذلك أفاد ناشطون بمواصلة قوات النظام قصفها أحياء عدة في حلب بينها سيف الدولة وبستان القصر وصلاح الدين حيث تحتدم المعارك بين كتائب الجيش الحر وقوات النظام. وتعاني المدن التي يسيطر عليها الجيش الحر في محافظتي حلب وإدلب من نقص شديد في دقيق القمح ومن انقطاع الكهرباء. ومع اتساع رقعة الانشقاق، صعّد جيش النظام استخدام سلاح الجو -لا سيما طائرات الميغ- في قصف المناطق التي خرجت عن سيطرته. وقد أسفرت الغارات الجوية عن عشرات الضحايا في مدينتيْ أريحا ومعرة مصرين بمحافظة إدلب، كما شرّدت عشرات الآلاف من الأهالي، مما اضطر بعضهم للاحتماء بالأحراش الريفية. كما تعرضت مدينة البوكمال وأحياء بدير الزور لقصف صباح امس أوقع قتلى وجرحى. وفي حمص المحاصرة وسط البلاد أفادت شبكة شام بقصف قوات النظام حي جورة الشياح وقصف مدينة الرستن، كما تواصل القصف على عدة مناطق في إدلب شمالاً وفي درعا جنوباً. وقتل في عمليات القمع والمعارك بين الجنود والمعارضين المسلحين اول من امس 149 شخصاً هم 105 مدنيين و26 معارضاً مسلحاً و18 جندياً، وفق حصيلة للمرصد.