في كل مرة أطالع الأخبار التي تتناول استقالة مسؤول غربي بعد اكتشاف كذبه أو إهماله في عمله، أتساءل متى تنتقل إلينا ثقافة تقديم الاستقالة واعتذار المقصر عن إهماله في تأدية واجباته ؟ وهل حان الوقت لعقد المحاكمات للفاسدين ومحاسبتهم على تقصيرهم؟ أم أننا بحاجة لمئات السنين وملايين القتلى والمنكوبين في عالمنا العربي حتى ندع المجاملات جانباً ونعيد الأمور إلى نصابها ونحاسب المقصرين؟ ونقول للمخطئين استقيلوا يرحمكم الله وكونوا قدوة لغيركم. تقديم الاستقالات أو الاعتذار الرسمي بعد فشل المسؤول في تأدية مهمة ما مهما كان حجمها تنتشر في المجتمعات الغربية التي تسود فيها ثقافة المحاسبة، ومحاربة الفساد فلا يستطيع المسؤول مهما علا شأنه أن يتنصل من مسؤولياته أو أن يهرب للخارج عند وقوع الكوارث الطبيعية ليمارس هواية صيد الغزلان بأنواعها حتى البشرية منها على أمل أن ينسى المنكوبون مأساتهم كما يحدث في عالمنا العربي، ولا يستطيع القاضي أو كاتب العدل هناك أن يرتشي و يقبض الملايين ثم يزعم أنه مسحور أو تلبسه جني إنجليزي يهوى جمع الأموال.