كلمة تنهي المشاكل، وتغلق القضايا، وتوقف التحقيقات، يعلق عليها الفشل والتقصير والتقاعس عن أداء الواجب، والفساد والاختلاس، لا تقف كلمة مسحور على مجال واحد، أو قطاع معين، فهي تشمل الجميع على مختلف مراكزهم ومشاكلهم التي مهما كبرت فهذه الكلمة السحرية كفيلة بإخراج الشخص منها مثل خروج الشعرة من العجين. متهم بالإرهاب دفع المحامي الخاص به بأنه مسحور، بكل بساطة بعد التفجير والقتل وإطلاق النار أصبح الإرهابي مسحورا، ومن الإرهاب للعدالة وقاضي المدينة صاحب 600 مليون من الاختلاسات والرشاوى الذي دفع بسحره وأن الجنيّ طلب منه ذلك، وشهد على صحة ذلك الراقي الشرعي فايز القثامي (في تصريح لجريدة عكاظ) الذي روى استنطاقه ما أسماه ب (الجنيّ) الذي تلبس القاضي (المسحور)، وذلك في جلسة رقية بحضور عضوين من لجنة السحر في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي الأثناء التي نفت هيئة الأمر بالمعروف تدخل لجنة ضبط السحر في جلسة الرقية، أكد راقي القاضي أن عضوي الهيئة حضرا ووثقا اعترافات (الجني) الذي تلبس القاضي المتهم على حد تعبير الراقي القثامي، حتى ظهر محامي الوسيط الهارب سالم بن عطية ليطالب الراقي بإحضار (الجني) إلى المحكمة لسماع أقواله، أو مقاضاته إن لم يثبت الحقيقة. كل ما كتب قبل قليل هو تصريح في جريدة عكاظ بالإضافة لمقابلة مع الراقي ونص الحوار مع القاضي والراقي حول تلبس الجني للقاضي المسحور. السحر مذكور في القرآن الكريم، ولا أحد ينفي صحة ذلك، لكن الاعتراض على تعليق كل شيء على السحر أصبح هو المخرج من جميع الجرائم، إذا أردت أن تقتل، وتسرق، وتختلس، ..إلخ من الجرائم فما عليك إلاّ القيام ببعض التصرفات الساذجة والدفع بأنك مسحور، لينتهي الأمر بخروجك من الجريمة، مع إحضار أحد الرقاة لكي يثبت التهمة مع عدم فصلك من عملك. موضوع السحر والمسحورين بدأ في الازدياد في الآونة الأخيرة، بسبب التهاون الواضح في هذه المسألة بما يتخالف مع العقل البشري، هل يعقل أن تصل المسألة لأن يحاول قاض مساءلة جني؟! يجب أن تكون هناك وقفات حازمة لكي لا يتحول الموضوع إلى ظاهرة، وشماعة نعلق عليها الفساد، والنصب، والاختلاس، والتهاون في أداء الواجب، وبعد أن أصبح السحر يعتد به في القضاء، وتحليل الحمض النووي مجرد قرينة. يجب عرض المدعين بالسحر لأخصائيين نفسيين لكي يتأكدوا من الحالة النفسية لهم، ويكونوا تحت الملاحظة حسب المدة التي تقتضيها العملية، يجب تقنين وتنظيم هذه المسألة لوأدها وعدم استغلالها من ضعاف النفوس، والمجرمين، واللصوص، في التملص من أحكام القضاء لهذه الادعاءات الواهية التي ما أنزل الله بها من سلطان، لذلك يجب الوقوف ضد هذا الموضوع، وإيقاع أقصى العقوبات على كل مدع يحاول دفع التهمة عنه لجني لا وجود له في الواقع الافتراضي.