عبدالله علي المسيان كل شيء في هذه الحياة له حق، فالعبادة لها حق، والزوجة لها حق، والوالدان لهما حق، والأبناء لهم حق، والأصدقاء لهم حق، وجسمك أيها الإنسان له حق الراحة أيضاً، والحقوق أيضاً ليست متساوية في الأهمية، فهناك حق أهم من حق آخر. فحق الله مثلاً أهم من حق الوالدين، وحق الوالدين والزوجة أهم من حق الأصدقاء، وهكذا، ولكن هناك بعض الآباء الذين لديهم ضعف كبير في الفهم، فهم لا يعرفون إلا حقاً واحداً، وهو حق الأصدقاء. وهذا الحق لا يقبل النقاش عندهم، فتراهم يجلسون مع أصدقائهم يومياً لساعات طويلة في الاستراحة، بل إن بعضهم لا يعود إلى بيته إلا مع مجئ الصّباح بينما لا يُعطون أبناءهم وزوجاتهم جزءاً بسيطاً من وقتهم، الذي يُهدر يومياً في هذه الاستراحات في أشياء تافهة جداً سواءً في تدخين السجائر والشيشة والمعسل، ولعب البلوت، ومشاهدة التلفاز، وبعضهم في الكلام الفارغ والسب والشتم، وأشياء أخرى. صحيح أن أصدقاءك لهم حق عليك، وأنت من حقك أن يكون لديك أصدقاء، ومن حقك أن ترى أصدقاءك وتجلس معهم، ولكن هناك أشياء أهم من أصدقائك، وهناك حديث شريف يقول: «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» وحذار من أن تُصبح الاستراحة كأنها «معبد» يجب الذهاب إليه يومياً!. وهناك أشخاص يُمارسون الاعتكاف في الاستراحات، كما يعتكف المسلمون في المساجد، فلو طلبت منه زوجته شيئاً، قال لها لا أستطيع لأني سأذهب إلى الاستراحة، ولو طلب منه والده أو والدته أمراً من الأمور، قال لهما لا أستطيع لأني سأذهب إلى الاستراحة، ولو اتصلت عليه بالجوال لوجدته جالساً في الاستراحة في كل الأوقات، وكأن الاستراحة شيء واجب كالصّلاة، بل إن الشخص الذي ليس عنده استراحة مع شباب أو لا يذهب إلى الاستراحات يُوصف بأنه رجل انطوائي، ومنغلق وبيتوتي!. ومساوئ الاستراحات كثيرة، منها أنها إضاعة للوقت الذي سيسأل عنه كل إنسان يوم القيامة، وخسارة للأموال لأن هذه الاستراحات ليست ببلاش، بل هي أماكن تؤجر بآلاف الريالات، كما أنها خسارة للصحة لأنه من النادر أن تجد استراحة ليست فيها شيشة أو دخان، وأضرار الدخان بأنواعه معروفة للجميع.