قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): «خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي»، وقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم) عن أحب الناس إليه، فقال: «عائشة». إن الحب بين الزوجين دينامو الحياة، الذي تستمر معه، وعبّر عنه الإله بالمودة والرحمة التي تستمر معه الحياة مهما مر بها من أعباء وصعوبات، وقد قال أحد الدعاة الباحثين: إن الإسلام لا يطارد بواعث الحب والغرام، ولا يجفف منابع الحب والاشتياق، ولكنه يهذب هذا المزاج حتى لا يفلت الزمام، ويقع المرء في الحرام والهلاك. وليس هناك مكانة للحب خارج الإسلام، إلا في واحة الزوجية، وقد روى ابن ماجه حديثاً عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قال فيه: «لم يُرَ للمتحابّين مثل النكاح»، ويجب السعي لإتمامه ما دامت شروط الاختيار تنطبق، وعلى رأسها الدين والخلق، والمحب يرى بعيني محبوبه، وينبغي لهذا الحب من روافد تغذّيه البسمة والهمسة الناعمة والصبر والتحمل، لتكسب الزوجة قلب الرجل، فيقوى صرح الزواج وتستمر دعائمه، أما الرجل فالحكمة تقتضي منه الاحترام والنية الحسنة، ويجعل المرأة تحبه ولو لم تكن أحبته من قبل، أو على الأقل تحترمه وتقدره. ومن علامات حب الزوج لزوجته: * أن يعطيها قيمتها: القيمة في هذه الحياة تستمد من أشياء مختلفة، أعلاها الدين ثم العلم والمال والجمال والمنصب والجاه ونحو هذا، الحب له قيمة عند البشر، وله أهمية كبيرة عند الزوجة إذا شعرت أن زوجها يهتم بها وبقيمتها، حيث يعطيها ثقة كبيرة في نفسها، وتقديرا عاليا لذاتها، فالحب زواج مرورها إلى بلاد السعادة. * احترامه لها: فالرجل إذا أحب زوجته احترمها، وحرص على كرامتها، ومهما كانت شخصيته قوية، فإنه يصبح رقيقا معها، ويوظف قوته لصالحها، وليس لقهرها، لأنها شيء ثمين لديه. * تغير طبيعته معها: حيث إذا أحبها تتغير طبيعته معها بعض الشيء، وأحيانا بشكل كبير – حسب طبع الرجل – فإن كان بخيلا جنح إلى الكرم النسبي معها، وإن كان كريما زاد كرمه، الرجل الكتوم يفضي لامرأته المحبوبة ببعض أسراره، وإن كان صموتا تبسَّطَ نسبيا معها، ومالَ إلى الثرثرة، وانفتح فمه المغلق. * الأناقة أمامها: حتى لو كان يهمل مظهره، فإنه إذا أحب زوجته يعمل على أن يكون أنيقا أمامها، ويتزين لها ، ويُعنى بنظافته وطيب رائحته، ويهتم بالعطور الجيدة وخاصة العطور التي تفضلها زوجته. * حب محضرها: الرجل إذا أحب زوجته أحب محضرها، وأن تكون أنيقة أمامه، خالصة له ما أمكن، لا يشغلها عنه أهل ولا أطفال في الساعات التي يود أن تحضر أمامه، وهو هنا يحول الحب من نظرية إلى تطبيق. * الشوق لها: فالشوق أقوى دليل على الحب، لا يوجد حب بدون شوق، إلا إذا وجدت شمس بلا نور، فإذا كان الحب زهرا، فالشوق عطوره. * الإحساس بالتناسب: إذا شعر الرجل أن هذه الزوجة هي التي تناسبه من بين جميع النساء من حيث الشعور والطبع والشكل، فهذا هو الحب، ولو لم تكن هي الأجمل أو الأفضل، لأنها هي الأنسب، وهذا هو الأهم. * الانشراح والابتسام: من علامات حب الرجل لزوجته انشراحه معها، وابتسامه كثيرا في وجهها، وهذا لا يحصل تكلفا، ولكنه طبيعة كل محب في حضور المحبوب، ورجع الصدى الذي يبعثه المحبوب إلى قلب حبيبه، فيفيض على وجهه بشاشة وابتساما وانعكاسا لسعادة القلب. * محاولة تحقيق أحلامها: حيث يمنّيها ويعدها، ويعمل على تحقيق بعض تلك الأحلام أو على الأقل يعِدُها بمعسول الكلام، لأنه يريدها صافية راضية سعيدة. * رفعها إلى مستواه: المرأة إذا أحبت رجلا، هبطت إلى مستواه، والرجل إذا أحب امرأة رفعها إلى مستواه، فإذا كانت جاهلة علّمها وثقفها، وإن كانت سيئة الذوق في اللبس؛ ارتقى بذوقها، واعتنى شخصيا بملابسها، واختار لها ودرّبها، وإذا كان لها عادات ذميمة؛ عمل جاهدا على حذفها من حياتها، وهكذا.. والحب يصنع الأعاجيب لأنه طاقة هائلة، والمرأة تهبط إلى مستوى الرجل إذا أحبته لأنها لا تريد أبدا أن تشعره أنها أفضل منه، بل تحترمه. * الغيرة عليها: لأنه يستحيل على الزوج أن يحب زوجته، ولا يغار عليها، فالغيرة صفة حميدة في الزوج في حدود المعقول، لأنها إذا تعدت الحد المعقول؛ تتحول إلى الشك الذي يحوّل الحياة الزوجية إلى مشكلات. * البوح لها: البوح الصادق بالحب مِن أوضح وأصدق علامات الحب، ويحدث هذا بشكل مستديم، أو يأتي بين الحين والآخر. * إكرام أهلها: من علامات حب الزوج لزوجته: حب أهل زوجته، وإكرامهم، والبشاشة والطلاقة بزيارتهم في بيته، والترحيب بهم إكراما لزوجته. هذه كما أراها خارطة طريق.. فهل من مُطِّلع؟