قال الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف) هذا الخطاب للأزواج من الرجال وقد جعلهم الله عز وجل قوامين على النساء، وجعل الزوجات عوانا في أيديهم، يأمرهم الله عز وجل فيها بحسن معاشرتهن وتطيب القول لهن، وبالكسوة والرزق بالمعروف وبأن يحسن الرجل فعله وهيئته لزوجته بحسب قدرته كما يجب ان تكون زوجته له حسنة الفعل، طيبة القول جميلة الهيئة قوله تعالى (ونهى مثل الذي عليها بالمعروف) فيا أيها المؤمنون: ان الأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع وبصلاحيتها يحقق الخير وقد عني الإسلام بشأن الأسرة كل العناية لبناء المجتمع الصالح والأمة القوية القادرة على النهوض برسالتها وأداء وظائفها، أنما تنهض وتحقق غاياتها في بناء المجتمع وسلامته إذا ترابط الزوجان وتفاهما واحترام كل واحد منهما حقوق الآخر وتعاونا على دعم حياتهما ليسود الأمن والاستقرار وهذا يتم بإيمان كل واحد من الزوجين بأن الحياة الزوجية شركة لابد لاستقرارها من كل واحد، وبره واخلاصه في قيامه بواجبه نحو الآخر فالرجل مسؤول عن صيانة المرأة ورعايتها وحفظ كرامتها وكفاية حاجتها على حسب الاستطاعة الى جانب خلقه معها. وروى أبو هريرة عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أكمل المؤمنين ايمانا احسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم) فالخلق الحسن في معاملة الناس عامة علامة الايمان الكامل وإذا كان هذا هو شأن الخلق الكريم في الصلات العامة بين الرجل واهله على لين الجانب وصدق المودة والرحمة. والرسول صلى الله عليه وسلم بهذا يدلنا على سبيل الحياة الزوجية المستقرة. ورسول الله يدلنا على حسن معاشرة الزوجة في حياتنا، بالحب والوئام وبالتحاور في معالجة جميع امورنا الزوجية والأسرية وبالحكمة والإحسان وفي ذلك لربط الحياة الزوجية بالمودة والإحسان ويسود الوئام وتنطلق الحياة الزوجية بإذن الله نحو الأمام وبدون اي مشاكل وتسير الى بر السلام والأمان بتوفيق من الله عز وجل وإنه سميع مجيب. عبدالحليم بن عبدالعزيز تميم