كنت ضابطاً صغيراً فى قطاع مدينة القنطرة وفى الصباح فوجئت بوجود الفنان “محمود ياسين” والفنان “حسين فهمى” والفنان “سعيد صالح” عندنا.. وعرفت من الزملاء أنهم حضروا ليأخذوا جنوداً ودبابات لتصوير فيلم عن معركة “القنطرة” ولأننى شاركت فى هذه المعركة ورأينا الويل حرصت على مشاهدة الفيلم، ففوجئت أن الفنان “محمود ياسين” قد حرر سيناء فى الفيلم دون أن يتبعثر شعره أو يصاب بخدش فتعجبت مما رأيته فى الواقع وما رأيته فى الفيلم، فالصورة ليست مثل الأصل.. ثم رأينا الفنانة “نادية الجندى” تدخل المفاعل الذرى الإسرائيلى وتدمره وقلت فى سرى فى الأفلام فقط ينتصر الضعفاء، فإذا كان الفيلم عصابات يحضر فى نهايته “البوليس” ونسمع “الصفارات” وإذا كان الفيلم عاطفياً يحضر فى نهايته “المأذون” ونسمع “الزغاريد”، وفى الأفلام يصرع البطل وهو فى الستين من عمره سبعة من أبطال الكاراتيه ويترك أستاذ الجامعة زميلته من أجل الزواج بالخادمة ويموت للفقير ابن عم مجهول فى أستراليا ليرث الملايين ويتوحد المشاهد مع البطل ويحل مشكلاته فى ظلام السينما وعندما ينتهى الفيلم وتضاء الأنوار يكتشف أن المشكلات مازالت تجلس بجواره وغالباً ما تكون زوجته، لذلك عندى صديق فيلسوف يؤكد أن كل الأفلام متشابهة ومع ذلك يحجز كل أسبوع تذكرة فى السينما ويسلم على جميع الموجودين والمشاهدين ثم يخرج دون أن يشاهد الفيلم وعندما أسأله لماذا يفعل ذلك يقول (أنا أعرف الفيلم لكننى لا أعرف الجمهور).