انطلقت الأحد الماضي فعاليات مهرجان دمشق السينمائي الدولي الرابع عشر وأقيم حفل الافتتاح بحضور سعادة وزير الثقافة السوري محمود السيد والذي قدم كلمة رحب فيها بالضيوف والمشاركين في المهرجان وقد تم تقديم أعضاء لجنة التحكيم للأفلام الطويلة والقصيرة وكانت لحظة تكريم الراحل مصطفى العقاد لحظة مؤلمة على جميع الحاضرين حيث زفته الفنانة منى واصف والتي كانت تبكي بألم عندما راحت تتحدث عنه ثم زغردت زغرودة شامية تطلق عندما يزف الشهيد وتجاوبت الفنانات والحضور عندما دعتهم منى واصف إلى أن تزغرد النساء على فراقه وقد تسلم اخو العقاد زهير العقاد وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى والذي منح للمخرج السينمائي الراحل مصطفى العقاد وقد بدأ حفل الافتتاح بكلمة مدير المهرجان محمد الأحمد والذي قال فيها سأتحدث عن سؤال طرح علي وهو هل لديكم مزاج لإقامة مهرجان في ظل هذه الظروف السياسية والكوارث ومنها الأمراض والزلازل مثل زلزال باكستان وتسونامي نعم لدينا مزاج لإقامة المهرجانات وقراءة آخر دواوين الشعر الصادرة وسنذهب لسماع الأغاني وسنحتفل وسنذهب لحضور فيلم سينمائي فالسينما لا تحيا إلا بأناس أحياء. بدأ الحفل بأوبريت فني رائع قدمه مجموعة من العارضين وكان الديكور عبارة عن مجمع صالات سينما وصور الأوبريت لحظة الانفجار التي وقعت للعقاد بربط فني راقٍ في تجسيد مدى بشاعة الحدث والذي ذهب ضحيته احد المكرمين والحاصلين على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة وهو مصطفى العقاد الذي وضعت صورته في وسط مسرح عرض الأوبريت في قصر الثقافة. في اللوحة الثانية من الأوبريت جسدت الحركة مدى جمال السينما وذلك من خلال شخصية شارلي شابلن. حضور نجوم الإنتاج التلفزيوني السوري وأبرزهم جمال سليمان وهو عضو لجنة التحكيم ومنى واصف ومن مصر حضر الفنان محمود ياسين. الممثل سمير صبري والطفلة ديما قندلفت كانا محور الأوبريت الذي قدم صوراً فنية من عدة دول منها الهند وايطاليا وأفلام الكوبوي، في نهاية الحفل عرض الفيلم القصير (عابرو سبيل) والحائز على السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي 2005 م والفيلم الروائي الطويل (الطفل) والحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي. تشارك في المهرجان 46 دولة عربية وأجنبية، ويقام المهرجان هذا العام تحت عنوان «تحيا السينما» وسيستمر لمدة أسبوع، ويحتوي المهرجان على العديد من الفعاليات ومنها إقامة تظاهرة خاصة للاحتفاء بالسينما الصينية بمناسبة مرور مئة عام على إنتاج أول فيلم صيني. المسابقة الأفلام والفعاليات : يضم المهرجان عدة مسابقات منها مسابقة الأفلام الطويلة وتحتوي على 26 فيلما ومسابقة الأفلام القصيرة تضم 40 فيلما بينها عشرة أفلام من سوريا فيما يصل عدد الأفلام التي ستعرض خلال المهرجان إلى 500 فيلم تقريبا. بدأ المهرجان بعرض فيلم «الطفل» الحائز على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان (كان) لعام 2005 وهو العرض العربي الأول له وسيعرض عند نهاية المهرجان فيلم الختام وهو فيلم «نيوكارمن» من جنوب أفريقيا الحائز على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي. المسابقة الرسمية للفيلم الطويل ستضم ثلاثة أفلام روائية طويلة سورية هي فيلم (علاقات عامة) لسمير ذكرى، وفيلم (تحت السقف) لنضال الدبس، وفيلم (العشاق) لحاتم علي. ويضم المهرجان مجموعة من التظاهرات الخاصة أهمها تظاهرة السيرة الذاتية كأفلام (غاندي، نيكسون، علي، ألكساندر، لورانس العرب) وأوسكار أفضل فيلم أجنبي، كأفلام (فاني وأليكساندر، عمي، القطارات المحروسة جيداً، ليلة أمريكية، راشومون)، وتحف السينما العالمية كأفلام (المغامرة، أوديسا الفضاء، المحاكمة، تحت الأرض، زوربا)، وتظاهرة (مخرجون كلاسيكيون) في السينما الفرنسية (جان رينوار، رونيه كلير، كلود شابرول)، وتظاهرة تاريخ السينما المغربية كأفلام (شمس الربيع، الأيام الأيام، السراب، حلاق درب الفقراء، باديس)، بالإضافة إلى تظاهرة لسينما الأطفال وللأفلام الأحدث إنتاجاً، وتظاهرة سينما رعاة البقر، والسينما السورية بين القطاعين العام والخاص، والموجة الجديدة في السينما السورية، وتظاهرة السينما الصينية، وتظاهرة الحداثة والتجديد في السينما الفرنسية، وتظاهرة لأفلام المخرج الإيطالي لوتشينو فيسبونتي، وتظاهرة خاصة باسم (مهرجان المهرجانات) لأفلام حازت على جوائز في مهرجانات عالمية، وتظاهرة سينما الإثارة والتشويق، وتظاهرة لأفلام الفنان المصري الراحل محمود مرسي، وأخرى للمخرج الياباني أكيرا أكيرو ساوا، ومثلها للمخرج الروسي شخنازاروف، وتظاهرة تحف السينما العالمية. لجان التحكيم للمهرجان لجنة التحكيم لمسابقة الأفلام الطويلة وتضم السينمائي السويسري مورتيس ديهادن رئيساً، وعضوية المخرج الايطالي جانفرانكو منيغوتسي من إيطاليا، وكورين بليري من فرنسا، والكاتب وليد إخلاصي والفنان جمال سليمان من سورية، والباحث السينمائي المغربي حمادي كيروم، والفنانة المصرية بوسي. فيما تضم لجنة تحكيم الأفلام القصيرة الباحث السينمائي أناتولي شاخوف، وأليكس ماكول من إنكلترا، والألماني كلاس دانيلسين (مدير مهرجان لايببزغ)، وفيليب شيا من سنغافورة، ومن سورية أنطوانيت عازارية وغسان شميط. التكريم وقد اعتذر عدد من المكرمين في المهرجان عن القدوم إلى سوريا بسبب الضغوط التي تتعرض لها في وسائل الإعلام الغربية، وهم النجمة الإيطالية فاليريا غولينو وباربارة كوشين، وأنطونيونا لوالدي وقد تم تكريم هناك النجمة الإيطالية آغستينا بيلي، وشخنازاروف من روسيا، وتورين فليري من فرنسا، وكاترينا ديداسفالو من اليونان،، والممثل المصري محمود ياسين، والمخرج كما تم تكريم الممثلة السورية نادين، الممثلة المصرية نبيلة عبيد، والممثلة السورية نبيلة النابلسي، الممثلة البلجيكية أودري هيبون، والروائي حسن سامي اليوسف والمسرحي الراحل سعد الدين بقدونس والناقد سينمائي جان الكسان. فيلم الافتتاح فيلم الطفل حضره جمع كبير من جمهور السينمائي وقالت الناقدة والشاعرة وفاء دله إن الفيلم تناول جوانب إنسانية واجتماعية لشريحة معينة من المجتمع الفرنسي وحاول أن يعالج مشكلة التشرد وخصوصا الفتيات الصغيرات وكيفية تفكك المجتمع الفرنسي في ظل تفكك الأسرة والقيم الايجابية للمجتمع وهناك جانب إنساني في قصة بطل الفيلم وهو انه عندما أصبح أباً ظهرت العواطف الأبوية وبالتالي ضحى بالكثير لكي يحافظ على ابنته الصغيرة. أفلام السيرة الذاتية يعرض حاليا في مهرجان دمشق السينمائي أفلام السيرة الذاتية وهي الأهم لمجموعة من أفلام سير حياتية لشخصيات كان لها تأثير كبير في التاريخ، وقد احتلت هذه الأفلام مساحة مهمة في النتاج السينمائي وحققت حضوراً لافتاً واستقطبت اهتماماً نقدياً واضحاً، ومن هذه الأفلام «آلام المسيح» للممثل والمخرج الأمريكي «ميل غيبسون». ويعرض فيلم «الاسكندر» للمخرج الأمريكي اوليفر ستون الذي سبق أن قدم معالجات مبتكرة لشخصيات تاريخية مثيرة للجدل وهو الجدل الذي لا يمكن أن تخلو منه شخصية مثل «الاسكندر المقدوني» الذي استمد الجانب الأكبر من شهرته و«عظمته» من كونه الفاتح العسكري لإمبراطورية امتدت من بلاد الإغريق حتى بلاد فارس والهند، وأن يؤسس 18 مدينة تحمل اسم الاسكندر أبرزها مدينة الإسكندرية ومات ولم يكمل عامه الثالث والثلاثين. كما يعرض ضمن التظاهرة فيلم «مملكة السماء» للمخرج ريدلي سكوت، الفيلم يعيد الصياغة الروائية لصعود فارس فرنسي «باليان» خلال فترة سلام مضطربة بين ملك القدس الفرنجي والمسلمين، فترة الهدوء التي انتهت بقسوة في ذروة الفيلم. ويعرض فيلم «الطيار» للمخرج الأمريكي، الايطالي الأصل، مارتن سكورسيزي سيرة حياة «هاورد هيوز» أشهر رجال الصناعة والفن والثراء الأمريكيين في القرن العشرين. ويعرض فيلم «مالكوم إكس» من إخراج سبايك لي، الذي صور شخصية الزعيم المسلم الأمريكي الأسود مالكوم اكس، راسما خطوطاً عريضة، تسجيلية وروائية، حول حياة وأعمال بطل دافع عن حقوق الأفارقة السود وانتهت حياته اغتيالاً عام 1965م. كما يعرض أيضاً الفيلم السوري «تراب الغرباء» من إخراج سمير ذكرى المأخوذ عن رواية للكاتب السوري فيصل خرتش ويتناول حياة المفكر الإسلامي عبد الرحمن الكواكبي، وفي الفيلم قدم المؤلف والمخرج جهداً لافتاً في محاولة إحياء شخصية مجهولة السيرة الذاتية في التاريخ عبر محاولة استعادة المكان والزمان اللذين عاش فيهما الكواكبي. ويعرض فيلم «عمر المختار» للمخرج السوري مصطفى العقاد، وفيه نجد أن شخصية عمر المختار قد خرجت من كونها أحد شخصيات كتب التاريخ التي ندرسها ونقرؤها بل وأكثر الأفلام مشاهدة على الشاشات العربية. ولأول مرة في تاريخ السينما السورية سيتم عرض فيلم الرسالة لمصطفى العقاد تكريما له. ويعرض فيلم «سلطانة الطرب» سيرة حياة الفنانة منيرة المهدية إخراج حسن الإمام وتمثيل شريفة فاضل وفريد شوقي وصفية العمري وليلى فوزي. معلومات عن المهرجان الجدير بالذكر أن مهرجان دمشق السينمائي يقام مرة كل سنتين وانتقل من المحلية إلى العالمية في عام 2001وفي عام 2003 تم تحويل المهرجان من مهرجان خاص بأفلام سينما العالم الثالث إلى مهرجان دولي مفتوح لكل سينمات العالم، في خطوة نحو تحويله لمهرجان دولي. وعلى الرغم من حرص إدارة المهرجان لتحويله من مهرجان إقليمي إلى دولي، فإن ثمة معوقات ما تزال تقف في وجه نجاح هذه التجربة، وتحاول مؤسسة السينما في سوريا أن تتجاوز أزماتها المالية والبيروقراطية والإنتاجية التي تراكمت خلال عقود، وعملت على استصدار أكثر من قانون يحرر صالات العرض واستيراد الأفلام وتوزيعها، ولجأت إلى التعاون مع القطاع الخاص السوري، ومع الجهات الدولية والأوربية خصوصاً، كفرنسا وألمانيا وإيطاليا، وتجدر الإشارة إلى أن المؤسسة العامة للسينما في سورية، تعتبر المؤسسة السينمائية الوحيدة في الوطن العربي التي تتبع القطاع العام . ويضم المهرجان كذلك فعالية تحف السينما العالمية، وتعرض أفلام «المغامرة»، «اوديسا الفضاء»، «المحاكمة»، «تحت الأرض»، «زوربا»، «العار»، « هانا بي»، «باريس تكساس»، «هذا الغرض الغامض للرغبة»، «كارمن». و تظاهرة (مخرجون كلاسيكيون في السينما الفرنسية)، وتعرض أهم أعمال ثلاثة مخرجين فرنسيين هم «جان رينوار»، «رونيه كلير»، «كلود شابرول»، بالإضافة إلى فعالية تاريخ السينما المغربية التي يعرض بها عدد من أهم علامات السينما المغربية مثل : شمس الربيع، الأيام الأيام، السراب، حلاق درب الفقراء، بأديس، أيام من حياة عادية، شاطئ الأطفال الضائعين، أما الأفلام الأحدث إنتاجا فهي تعرض في تظاهرة سوق الفيلم الدولي. ونجد أيضاً 15 فيلماً للأطفال في قسم سينما الأطفال ومنها: جارفيلد، روبوت، بيتربان، بوكيمون، سندباد، شريك، محمد خاتم الأنبياء، كفرون، شبر ونص، أحلى الأوقات.