جرت العادة في بلادنا حينما يرى الناس مزنة في السماء أن يتبادلوا التهاني فرحا بقرب نزول المطر، غير أن تراكم السحاب في السنوات الأخيرة على بعض مدننا أصبح بمثابة صافرة الإنذار التي تؤذن بقدوم الخطر. فكارثة سيول جدة وما أعقبها من السيول التي داهمت بعض المناطق وآخرها ما حدث في مدينة تبوك وما حولها جعلت الناس يتخوفون مما سيحدث من كوارث مدمرة، ندرك جميعا أن بلاد العالم كلها تتعرض لما يعرف بالفيضانات المدمرة ولكن تختلف النتائج من بلد لآخر وذلك بحسب توفر الإمكانات التي تسهم في مواجهة مثل هذه الأخطار. في المملكة العربية السعودية لدينا نموذج مميز يتمثل بالهيئة الملكية للجبيل وينبع التي شيدت بنى تحتية لاتضاهى وفق تخطيط علمي ونظام فائق الدقة، فبمجرد هطول المطر ومهما كانت غزارته يتجه إلى مجاري التصريف التي صممت بشكل هندسي يتلاءم مع بيئة المدينتين الصناعيتين الجبيل وينبع ومن ثم يختفي بكل سلاسة ودون عناء وما هي إلا لحظات لاتكاد ترى بعدها له أثرا. أعتقد أن مشكلتنا مع قضية السيول تتطلب حلولا عاجلة يجب أن تتكامل فيها الجهود بين مختلف الجهات بحيث توضع خطة شاملة تراعي أخطاء الماضي وتأخذ في الحسبان التوسعات المستقبلية وتضرب بيد من حديد على من تثبت إدانتهم بالانتفاع على حساب حياة المواطن وبناء الوطن وشكرا لكاشف الفساد (سيل بن مطر).