قال الطواش خليفة الحمد، المعروف ب «أبو دعيج»، إن العزوف عن مهنة الغوص في المنطقة الشرقية بدأ مع استخراج النفط شرقي المملكة العربية السعودية، الذي تزامن مع ظهور اللؤلؤ الصناعي. جاء ذلك خلال حديثه في أمسية عن «حياة البحر والغوص في المنطقة الشرقية»، أقيمت في مقر فرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أمس الأول، ضمن فعاليات لجنة التراث والفنون الشعبية في فرع الجمعية، وأدارها رئيس ديوانية الشعر الشعبي والتراث في المنطقة الشرقية خالد الخالدي، وتضمنت عرض فيلم بعنوان «الغوص». وتحدث الحمد، في الأمسية، عن مهنة «الطواشة»، مستعرضا بعضاً من المعارف البحرية، التي كانت سائدة آنذاك، ومعددا أسماء «نواخذة» مثل محمد الفيحياني، الغنيم، والهارون، خاصة أنه أحد أبناء دارين المشهورة سابقا ب»النواخذة» و»الطواويش». كما تحدث عن ذكرياته وعمله مع بعض النواخذة عندما كان طفلا. وتطرق الحمد، في حديثه إلى وقت الغوص ومدته، مشيرا إلى أنه يكون قبل شهر رمضان المبارك بستة أشهر، ويستمر أربعة أشهر وعشرة أيام، وأن عدد الأشخاص على ظهر السفينة وقت الغوص يتراوح بين سبعين وثمانين شخصا، يقودهم قائد يُطلق عليه لقب «النوخذة»، مشيرا إلى أن أولئك الأشخاص يتسامرون في المساء، ويتسلّون بترديد أهازيج وممارسة ألوان وفنون شعبية. وأوضح أنه توجد سفينة في عرض البحر يطلق عليها «الراوية» بمثابة «سوبر ماركت» لباقي السفن، تزودهم بما يحتاجونه من مأونة إذا نفذ ما لديهم. وعرّج الحمد، في حديثه على علاج الأمراض التي تصيب الغواصين ومَن هم على ظهر السفينة، مشيرا إلى أن ذلك يتم عن طريق عشبة يطلق عليها «سنا مكي»، وإذا لم يستجب للعلاج يتم علاجه بالكيّ، أو يرسلونه إلى البر مع أول سفينة تعود إلى اليابسة. واستعرض الحمد، أنواع اللؤلؤ، موضحا أن له أنواعا كثيرة، ومن أكبرها حجما «الدانة»، كما أن له ألوانا عديدة مثل الأبيض والبنفسجي والرمادي، وهناك نوع يسمّى «الموزة» لقرب شكله من الموز. ولتمييز اللؤلؤ الحقيقي، أشار الحمد إلى أن هناك طريقة بسيطة، عبر رش العطر على حبة اللؤلؤ فإن تغيّر لونها فهي مزيفة، مؤكدا أن اللؤلؤ موجود في البحر إلى الآن، ولكن البحث عنه أُهمِل.