"كثر التناهيد وهجرانك نحل خاطري، لي نامت العين عنكم ما سلا خاطري، ان كان يازين خاطركم مثل خاطري، ايش السبب ما تداوي علة المجروح،" بهذه "الزهيرية" الغزلية التي تتردد بعد انتهاء موسم الغوص والعودة المعروف ب"القفال"، شدا "أبو دعيج" الطواش خليفة عبدالرحمن الحمد، (83) عاما،الذي لم تغب عنه الطرفة وهو يسرد قصص وروايات البحر في المنطقة الشرقية، خلال أمسية "حياة البحر والغوص في المنطقة الشرقية" التي قدمتها لجنة التراث والفنون الشعبية بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، مساء أول من أمس. تميزت الأمسية بحضور لافت من كبار السن ومن المهتمين بالتراث البحري والموال والزهيريات، الذين طالبوا بتكوين ناد خاص بعشاق تراث البحر والغوص والأهازيج الشعبية، أسوة بدول الخليج, ورحبت إدارة فرع الثقافة والفنون بالدمام بالمقترح، وتنفيذه على شكل منتدى دوري لتوثيق التراث بالصوت والصورة قبل رحيل ممارسي الغوص ومحبيه، إضافة إلى تنظيم ملتقى خاص بشعراء الموال والزهيريات بالساحل الشرقي. الطواش سرد في الأمسية التي أدارها خالد الخالدي أحداثا عن مرحلة ما قبل النفط وشركة أرامكو التي كانت أحد أسباب العزوف عن الغوص، بحسب قوله، موضحا: الراتب الأسبوعي يقدم للعاملين بعكس الغوص الذي لا يعلم مقدار الأجر منه، أما وقت الغوص ومدّته، فيكون قبل رمضان بستة شهور ويستمر لمدة أربعة شهور وعشرة أيام. الأشخاص الذين على ظهر السفينة وقت الغوص يتراوح عددهم بين 70 إلى 80 شخصا يقودهم قائد يطلق عليه لقب "النوخذة"، وفي المساء يتسامرون ويتسلون بترديد بعض الأهازيج وممارسة الألوان والفنون الشعبية، وفي عرض البحر توجد سفينة يطلق عليها اسم الراوية بمثابة "السوبر ماركت" لباقي السفن، فهي تزودهم بما يحتاجونه من مؤن إذا نفد ما لديهم. وعن الأمراض التي تصيب الغواصين ومن هم على ظهر السفينة ذكر الطواش، أن علاجهم يتم أولاً عن طريق عشبة يطلق عليها (سنا مكي) وإذا لم يستجب المريض للعلاج فيتم علاجه عن طريق الكيّ أو يرسلونه إلى البر مع أي سفينة تريد العودة إلى اليابسة، كما سرد الطواش مسميات البحر وأبرز أدواته واستخداماتها، وأبرز النواخذة والطواويش القدامى في الشرقية، وعلاقة أهل الخليج بنواخذة المنطقة الشرقية وأهل الغوص، بالإضافة إلى التطرق لرحلاتهم إلى الهند في تلك الحقبة وأبرز السفن.