أستضاف مسرح جمعية الثقافة والفنون فرع الدمام مساء أمس الاثنين الطواش “خليفة عبدالرحمن الحمد، المعروف في “أبو دعيج” من جزيرة دارين، في أمسية شيّقة عنوانها “حياة البحر والغوص في المنطقة الشرقية” وأدارها الإعلامي خالد الخالدي، وتعتبر الأمسية من ضمن فعاليات لجنة التراث والفنون الشعبية، والتي ستدشن قريبا مجلسا شهريا لاحتضان الرواة وكبار السن والمهتمين بتراث البحر والغوص في الساحل الشرقي حفظا ودراسة. الامسية التي حضرها كبار السن والمهتمين في البحر والغوص والتاريخ العريق الذي يمثّل حقبة زمنيّة مهمة لها عبقها في حياة أبناء المنطقة الشرقية والمنطقة الخليجية بشكل عام. الطواش الحمد سرد كل الأحداث والأحاديث عن ماقبل النفط وشركة أرامكو التي كانت أحد أسباب العزوف عن الغوص، لكون الراتب الأسبوعي يقدم للعاملين بعكس الغوص الذي لايعلم مقدار الأجر منه، كما ذكر أبو دعيج الذي كانت بدايته مع هذه المهنة منذ الصغر مع والده حيث تأثر بوالده، متحدثا عن وقت الغوص ومدّته وأنه يكون قبل شهر رمضان بستة شهور ويستمر لمدة أربعة شهور وعشرة أيام، وأن عدد الأشخاص الذين على ظهر السفينة وقت الغوص يتراوح بين 70 إلى 80 شخص يقودهم قائد يطلق عليه لقب “النوخذه”، وفي المساء يتسامرون ويتسلون بترديد بعض الأهازيج وممارسة الألوان والفنون الشعبية ، كذلك ذكر أنه في عرض البحر توجد سفينة يطلق عليها أسم الراوية بمثابة “السوبر ماركت” لباقي السفن فهي تزودهم بما يحتاجونه من مأونه إذا نفذ مالديهم. وعن الأمراض التي تصيب الغواصين ومن هم على ظهر السفينة فذكر أن علاجهم يتم أولاً عن طريق عشبة يطلق عليها أسم (سنا مكي) وإذا لم يستجيب المريض للعلاج فيتم علاجه عن طريق الكيّ أو يرسلونه إلى البر مع أي سفينة تريد العودة إلى اليابسة، كما سرد ابو دعيج مسميات البحر وابرز أدواته واستخداماتها، وأبرز النواخذة والطواويش القدامى في الشرقية، وأبرز المغاصات والهيرات القديمة وعلاقة أهل الخليج بنواخذة المنطقة الشرقية وأهل الغوص، بالإضافة الى التطرق الى رحلات أهل الغوص الى الهند في الماضي وأبرز السفن ومسمياتها، وحياتهم ومواويلهم ونهامي الغوص والدور التراثية التي كانت تضم أهل الغوص بعد العودة من رحلتهم البحرية. ثم تكلّم عن اللؤلؤ فذكر أن له أنواع كثيرة من أكبرها حجماً الدانه ، وكذلك له ألوان عديدة كالأبيض والبنفسجي والرمادي وهناك نوع يسمّى الموزه لأن مقارب للموز بالشكل . ولتمييز اللؤلؤ الحقيقي قال أن بعض أنواع اللؤلؤ الحقيقي لايكون دائري بالكامل ، فهو يكون مقعّر من أسفل والبعض منه دائري بالكامل ومن طرق كشف الحقيقي من المزيّف رش العطر على حبة اللؤلؤ فتغيّر لونها تعتبر غير أصليّة ومزيّفة . وقال أن اللؤلؤ موجود بالبحر إلى الآن ولكن أهل اللؤلؤ هم الذين أهملوا الغوص والبحث عنه، ثم تحدّث عن أهم مرحلة ربما في حياة أهل الغوص وهي مرحلة اكتشاف النفط ونشوء شركة أرامكو فذكر أن أغلب الغواصين تركوا هذه المهنة والتحقوا بشركة أرامكو كموظّفين براتب بدأ من ريال إلا ربع ويسلّم كل سبعة أيام وكان ذلك تقريباً سنة 1932 م، بالإضافة الى أن وجود اللؤلؤ المقلّد والصناعي الذي بدأت تصنّعه اليابان، أحد أسباب عزوف الغواصين عن الغوص. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الطواش أبو دعيج: أهل الغوص أهملوا«اللؤلؤ»رغم وجوده