المطر خير.. إلا أننا لا نأمن جانبه وعلينا كمواطنين أياً كان مسقط رؤوسنا أن نأخذ حذرنا، وليس آمن من الاحتماء برؤوس الجبال مع نزول أول قطرة ماء يهبها الله لنا من السماء رحمة.. وبفعل فاعل أصبحت نقمة، فمشروعات البنى التحتية في أغلب مدن مملكتنا والتي كلفت خزينة الدولة المليارات.. اكتشفنا أنها مجرد مسرح «تجريبي» وربما للسيد «فساد» يد في ذلك. فهل يعقل يا سادة أن تكون مدينة تاريخية واستراتيجية كتبوك تعاني من ضعف في تصريف مياه الأمطار والسيول؟! فالخسائر الفادحة في الأرواح والممتلكات بعد الأمطار الأخيرة وسيل شعابها يجعلنا نتساءل هل في المدينة «أمانة»؟.. وما هو دور «أمينها» الحالي ومن سبقه إن لم تخطط لمشروعات بلدية تقي المدينة من الأخطار والكوارث؟ وإن افترضنا جدلاً أنها عملت على ذلك فلماذا انكشف المستور مع أول اختبار حقيقي؟ فرأينا «الزفت» عفوا أقصد «الإسفلت» وقد انفطر إلى نصفين بسبب السيل الذي داهم أحياء المدينة الجنوبية منقولاً من شعاب تعد من أكبر الشعاب في السعودية، وادي (البقار) و(الضبعان) (وأبو نشيفة) كلها خالية من مشروعات السدود! ونما لعلمي أن لها اعتمادات بناء سدود وتأخر تنفيذها أو هي متعثرة! والمفارقة العجيبة أن تأتي طائرات الإخلاء من عسير ومن الرياض للإجلاء والإنقاذ، يعني ذلك أن المناطق الشمالية بأكملها لا يوجد بها طائرة واحدة للإنقاذ! ما حدث لتبوك نتيجة سوء التخطيط البلدي وضعف الاحترازات فهل نرى تحقيقاً يكشف شيئاً؟