كشفت تقارير أن قوات الأمن الجزائرية تمكنت مؤخراً من تفكيك العديد من الشبكات التي تنشط في الولايات الحدودية مع ليبيا، حيث فككت قوات الأمن شبكة كانت تنشط بمدينة جانت بولاية أليزي الواقعة على بعد ألفين و300 كلم جنوب العاصمة الجزائر، وتتكون من جزائريين وماليين ونيجيريين، وبينت التحريات الأمنية أن الأسلحة تم تهريبها من ليبيا عبر مسالك غير مؤمنة. تحولت منطقة الساحل إلى بؤرة لعبور شبكات متخصصة في تهريب الأسلحة والذخيرة من ليبيا تنشط على مستوى الحدود الليبية الجزائرية، وتفاقمت هذه الوضعية مع سقوط نظام القذافي الذي قضى على أيدي الثوار منتصف شهر أكتوبر الماضي. وأفاد تقرير أمني أن السلطات الجزائرية التي قامت بتكثيف دورياتها على الحدود مع ليبيا تمكنت من ضبط 87 ليبياً، وهم في حالة تلبس بتهريب أسلحة لحساب الجماعات الإرهابية أو مواد ممنوعة مع بداية العام 2011.وأكد مصدر على صلة بملف مكافحة الإرهاب والتهريب في الساحل أن المحققين بعد عمليات القبض عثروا على معلومات دقيقة ومفصلة بخصوص طرق تسلل هذه الشبكات إلى الحدود الجزائرية، من خلال معابر يخترقها المهربون، وسمحت هذه المعلومات بتفكيك العديد من الشبكات الخطيرة في تهريب السلاح وحتى المخدرات نحو الجماعات المسلحة في الجزائر.وقال متحدث على صلة بهذا الملف ل»الشرق» إن الحرب الأهلية في ليبيا أدت إلى قلب الأمور في المنطقة، وتحول نشاط شبكات التهريب عن نشاطها التقليدي المعروف بتهريب السجائر، وتحول المهربون إلى نشاط أكثر ربحية بتهريب السلاح والذهب من ليبيا نحو دول الجوار في الساحل، ما يهدد أمن واستقرار هذه الدول.وتخضع المناطق الحدودية مع كل من ليبيا ومالي والنيجر إلى عمليات تمشيط مستمرة، حيث دفع الجيش الجزائري بعديد قواته إلى تلك المناطق بتسيير دوريات مشكلة من قوات برية ودرك والقوات الخاصة على طول الحدود المشتركة مع ليبيا ومالي والنيجر، لمنع تسلل السلاح، إلى جانب التنسيق العملياتي بين هذه الدول، من خلال تعيين لجنة الأركان المشتركة ووحدة الإدماج والاتصال للاستخبارات.