انتفض مئات الآلاف من المتظاهرين في محافظات مصرية عدة في الذكرى الثانية للثورة مطالبين بإسقاط حكم الإخوان للبلاد، وهو ما صاحبه أحداث عنف ضد منشآت حكومية وأخرى مملوكة للإخوان. وشهد ميدان التحرير، قبلة الثورة المصرية، تظاهرات حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف في وجود اشتباكات محدودة مع الأمن قرب شارع القصر العيني حيث تبادل المتظاهرون والأمن الحجارة وألقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وأمام قصر الاتحادية الرئاسي استخدم الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام القصر وهو ما أسقط عشرات المصابين بالاختناق. وحمل المئات لافتات تندد باستمرار نظام الحكم، وجلس المتظاهرون أمام بوابات القصر مرددين هتافات «يسقط يسقط حكم المرشد»، فيما عُلقت صور للرئيس مرسي كُتب عليها «أهلي عشيرتي، وهو يحمل في يديه علم أمريكا وإسرائيل». ونصب المتظاهرون عشرات الخيام فيما بدا إعلانا لبدء الاعتصام حتى تتحقق أهداف الثورة، وقال أحد معتصمي الاتحادية ويدعى سيد درويش (56 عاما – مهندس)، «لن نرحل قبل تحقيق مطالب وأهداف الثورة وأهمها تحقيق القصاص العادل لشهداء الثورة ومذبحة بورسعيد»، وتابع «نرفض الدستور الباطل الناتج عن جمعية تأسيسية إخوانية». وخرجت عشرات المسيرات نحو التحرير تضم آلاف المصريين في وجود بارز للنساء، وشارك عشرات من الشباب المنتمين لما يسمى مجموعات «بلاك بلوك» وهي مجموعات شبابية تتبنى العنف ضد جماعة الإخوان المسلمين في التظاهرات. وقال زياد العليمي البرلماني السابق ل «الشرق»: «رسالة تظاهرات اليوم هو أن الناس غير راضية عن النظام وتشعر أنه امتداد لنظام مبارك»، وتابع «تظاهرات اليوم ربما لن تسقط النظام لكنها تراكم على ما بدأناه منذ عامين». وقالت نهى محمود (34 عاما – طبيبة) ل «الشرق»: أنا أشارك اليوم لأنني لا أشعر أن هناك ثورة بالأساس»، وأضافت وهي تردد هتاف «الشعب يريد إسقاط النظام»: «مصر تحتاج ثورة جديدة». وأحرق متظاهرون غاضبون مقر إخوان أونلاين الموقع الإلكتروني للإخوان في وسط القاهرة، كما قطع متظاهرون غاضبون كوبري 6 أكتوبر وهو جسر رئيس للسيارات في القاهرة لنحو ساعة مشعلين إطارات وسطه. اشتباكات عنيفة وفيما بقي العنف بالقاهرة محدودا وتحت السيطرة، فإن الاشتباكات خارجها كانت على أشدها في تذكرة حقيقية لجمعة الغضب قبل عامين. واقتحم مئات المتظاهرين مقر محافظة الإسماعيلية وحاولوا اقتحام مقرات محافظات السويس وكفر الشيخ ودمياط في وجود اشتباكات عنيفة مع قوات الأمن، وأحرق متظاهرون مقر الحرية والعدالة في مدينة الإسماعيلية الساحلية. وشهدت مدينة الإسكندرية، مواجهات عنيفة أمام مقر الحكم المحلي في وسط المدينة وأمام مجمع المحاكم. وقال شهود عيان ل «الشرق» إن العشرات أصيبوا بالاختناق جراء استخدام الأمن للغاز بشكل مكثف»، وأضاف آخر أن «بلطجية تعرضوا للمتظاهرين قبل أن يطلق الأمن الغاز لتفريقهم». وقال مدير مرفق الإسعاف المصري إن 120 شخصاً أصيبوا في تظاهرات الجمعة بينهم 45 في مدينة الإسكندرية، ولم تسجل التظاهرات سقوط قتلى. وتطالب القوى المدنية الرئيس محمد مرسي، وقف العمل بما وصفوه دستور جماعة الإخوان المسلمين، والالتزام بوضع حد أدنى وأقصى للأجور، والوقف الفوري لكافة أشكال الاحتكارات الاقتصادية الجديدة التي يؤسسها رجال أعمال الإخوان، وإقالة كل من رئيس الوزراء والنائب العام المعين من قبل الرئيس، والوقف الفوري للمحاكمات العسكرية للمدنيين، والقصاص العادل لقتلة المتظاهرين، ورفض قانون الانتخابات الذي يضمن للإخوان السيطرة على مجلس الشعب القادم مطالبين تأجيل الانتخابات البرلمانية وتعديل قانون الانتخابات لضمان تمثيل كافة التيارات في البرلمان. اللافت، أن الحكومة المصرية لم تصدر أي تعليق على الوضع المشتعل في البلاد. في المقابل، نظمت جماعة الإخوان المسلمين وحركات إسلامية تظاهرة محدودة أمام مدينة الإنتاج الإعلامي وميدان رابعة العدوية للاحتفال بذكرى الثورة وإطلاق مشروع «معاً نبني مصر» الذي أطلقته الجماعة قبل ثلاثة أيام. مظاهرة تطالب الرئيس مرسي بالتنحي (الشرق)