تتزايد حدة التنافس بين العقاريين في شرق وشمال مدينة حائل، بعد وصول الامتداد العمراني من جهتي الغرب والجنوب إلى حدوده القصوى. وعلى الرغم من تفضيل الشمال على باقي الجهات، إلا أنه ظل متوارياً مع طفرة المخططات الخاصة التي اتخذت من الجهة الجنوبية موضعاً لها منذ نحو عشر سنوات، حتى وصلت إلى ضاحية قفار (15 كلم جنوبالمدينة) التي تتناقص فيما وراءها صلاحية الأراضي للسكن. وقال عبدالله الشويعر، المستثمر العقاري، إن الملكيات الواسعة لبعض الأسر في ضاحية النقرة (10 كلم جنوبالمدينة) كانت سبباً في ازدهار العقارات الجنوبية خلال العقد الماضي، حيث سعى ورثة تلك الملكيات إلى تخطيطها، ما أدى إلى ظهور عشرات الأحياء الجديدةجنوباً، خلال فترة زمنية قياسية. وأضاف: «ظهر لكثيرين آنذاك أن مستقبل حائل سيكون مرتبطاً بالجهة الجنوبية، إلى حد أن بعض العقاريين ابتدعوا اسماً لتلك الأحياء والمخططات الجديدة هو (حائل الجديدة)، دون مراعاة المحدودية التي تخضع لها الجهة الجنوبية من المدينة على مستوى الجغرافيا، من حيث الجبال والأودية والأراضي الصخرية وغير المستوية». وفي عام 2006، حين أسفرت زيارة الملك عبدالله للمنطقة عن إعلان عدد من المشاريع الحكومية الضخمة، بدا واضحاً أن الحكومة تميل بشكلٍ واضح إلى اتخاذ الشمال مركزاً لتلك المشاريع، وتحوّل ذلك إلى واقع ملموس، حين اُختيرت ضاحية الجثامية (15 كلم شمال المدينة) موقعاً لمباني جامعة حائل، كما اُختيرت أجزاء من ضاحية السويفلة (10 كلم شمال شرق المدينة) لمجمّع مباني كليات البنات، فضلاً عن المدينة الاقتصادية التي خُصصت لها أرض تقع شمال المدينة أيضاً. وأوضح محمد العقلا وهو مستثمر عقاري أن هذه المشاريع «أعادت الحياة إلى الجهة الشمالية من المدينة بعد فترة ركود امتدت لأكثر من 15 سنة»، وانعكس ذلك على ارتفاع أسعار الأراضي والملكيات الواسعة، وتزايد ظهور مخططات «الاستراحات» الأسرية والتجارية. وحظيت الجهة الشمالية بدعمٍ جديد، تمثّل في طريق الجوف وسكة قطار الشمال، حيث يلتقي هذان الخطان بمدينة حائل في قلب المنطقة الشمالية الجديدة قرب مباني الجامعة. وعلى مدى القرون الماضية عُدّ جبل السمرا الملاصق لمدينة حائل من جهة الشرق، حداً طبيعياً للمدينة، وبحسب العقلا فإن «المساحة التي وفرتها باقي الجهات كانت كافية على مدى الأزمنة الماضية، بحيث لم تكن هناك حاجة للسكن في الأراضي الواقعة خلف جبل السمرا. وعلى الرغم من وجود مزارع وبساتين في «الخريمي» و«غريس منيرة»، إلا أن نشوء المخططات السكنية لم يكن وارداً هناك بسبب حيلولة الجبل بين الأرض والمدينة. ولكن في عام 2010 تغيّر الواقع الشرقي تغيّراً جذرياً، حيث أعلنت وزارة الإسكان أنها اختارت تلك الأراضي موقعاً لإنشاء 1201 وحدة سكنية في مشروع إسكان حائل. وعلى أثر ذلك، سارع أصحاب الملكيات الواقعة خلف جبل السمرا إلى استثمار الوضع الجديد، خصوصاً بعد إكمال الجهة الشرقية من الطريق الدائري، وظهرت عديد من المخططات السكنية والتجارية. كما اغتنمت أمانة المنطقة ملكيتها عدداً من الأراضي الواسعة التي كانت مهملة، ونقلت سوق الأغنام والمواشي إليها، وكذلك أبعدت سوق الحراج والأثاث المستعمل وشاحنات بيع الإسمنت.