قبل أن نغضب من تصريحات المنظمات الحقوقية بشأن حكم القصاص بحق الخادمة السيرلانكية قاتلة الرضيع، ونُبدي الاستياء من موقفها، علينا أن نتساءل: لماذا تصدر هذه التصريحات؟. بالطبع، سنقول: نحن مستهدفون، وغيرها من العبارات المندرجة تحت نظرية المؤامرة، ولكن الحقيقة برأيي أننا نتحمل جزءاً من المسؤولية، لجهل الآخر بما لدينا؛ فمَن يجهلك سيتحدث عنك بسلبية. لدينا تجري المحاكمات بعيداً عن أعين الإعلام، وهيئة التحقيق والادعاء غير مستقلة، وفوق ذلك فالأحكام مردها اجتهادات فقهية، تأتي متباينة من قاضٍ إلى آخر. كل ذلك، ونستغرب أن تأتي الانتقادات من الخارج، ونستنكر أن تبدي المنظمات الحقوقية رأيها، ولو كان قاسياً؟. تخيلوا لو أن الصحافة عايشت فصول المحاكمة، ووثّقت حضور محامي الخادمة، وحصولها على كامل حقوقها في المرافعات، والدفاع، ونشرت الصحافة تفاصيل الجلسات كاملة، سنجد أن الصورة أبلغ في الرد على بان كي مون وغيره، ولكن…!.