قبل أسبوعين كتبت الأستاذة سهام الطويري مقالاً عنوانه «العلاجُ بالرقص»، وفضلاً عن استنكار بعض المعلقين في موقع الصحيفة لموضوعها، كان هناك تعقيب عليها في صفحة مداولات (أول أمس)، يقول «إن الرقص ليس حقاً حتى يُسلب!».. (انتهى) موضوع الزميلة سهام أطربني وأعادني لقراءاتي عن هذا الفن العظيم الرائع، حيث يذكر الباحثون أن الأوروبيين يمتازون علينا بأنهم يتعلمون الرقص ويجدون فيه تدريباً على الحب وتربية للغرائز. وقد وجدت أن كلمة الرقص إغريقية وهي مشتقة من كلمة «أوركسترا» التي تعني الفرقة الموسيقية، والمنتقدون لكاتبة «الشرق» الجديدة معذورون لأن ما عرفته الأمة العربية عن هذا الفن، كما يقول سلامة موسى، كان مقصوراً على الإماء أي على الجواري اللاتي كن يُشترين بالنقد، وكانت الأَمَة تتعلم الرقص كي تثير في مولاها الغرائز الجنسية لا أكثر، ولهذا ورثنا نحن العرب هذه الحركات الشهوانية حتى رأى المصريون أن من كرامتهم عقب نهضتهم في عام 1919 أن يلغوا الرقص كله وهو ما رآه موسى أمراً حسناً. ولهذا التبس على قراء «سهام»، الذين لم يختلطوا بالأوروبيين، معنى الرقص، مثلما التبس على قراء سلامة موسى، في بدايات القرن الماضي، دعوته لتعلم الرقص، فظنوا دعوتها إليه في مقالها أنها كانت تكتب وفي ذهنها صورة الراقصة البغي التي تنظر إلى كفليها وبطنها وساقيها وتحرك كل هذه الأعضاء وهي ترقص، في حين أن سياقها كان واضحاً بأنها كتبت وامتدحت الرقص كعلاج وفي ذهنها صورة الراقصة الأوروبية التي تسمو وتنظر إلى السماء وتنشد الأشعار بحركاتها وإيماءاتها، وليست صورة الراقصة (الأخرى) التي تسفل وتنظر إلى الأسفل!