تتميز منطقة الباحة بالعديد من المقومات السياحة، إلا أنها لا تزال في حاجة لقوة تحفيزية لجذب المزيد من الاستثمارات السياحية لها في ظل وجود طبيعة ساحرة في محافظاتها في السراة وتهامة، وتمتعها بأجواء مناخية مغرية للمصطافين والزوار لقضاء إجازاتهم فيها دون غيرها من المناطق الأخرى. وفيما يسعى جهاز تنمية السياحة في المنطقة إلى تحويل نشاطاتها السياحية المتناثرة إلى صناعة منظمة، من خلال وضع رؤية عامة مشتركة لخطة التنمية السياحية في المنطقة، أكد الأهالي أن تطوير سياحة المنطقة يتحقق من خلال توفير المزيد من الشقق المفروشة، وتكثيف الرقابة على إيجاراتها المرتفعة وإطلاق المزيد من البرامج الترفيهية والترويحية للسياح، مشيرين إلى أن المنطقة ومحافظاتها تضم متنزهات عديدة و40 غابة أشهرها غابات رغدان، السكران، الزرائب، عمضان، وادي أصفا، إلا أنها تفتقر للخدمات السياحية، مطالبين الجهات المعنية بتوفير هذه الخدمات دعما لسياحة المنطقة. أكد أحمد صالح الزهراني أن المنطقة تمتلك الكثير من المقومات التي تؤهلها لاستقطاب الاستثمارات في المشاريع السياحية، مثل المنشآت الفندقية، الفلل والشقق الفندقية الفاخرة في جميع محافظات المنطقة، خصوصا التي تتمتع بجمال الطبيعة، تقديم الأراضي والقروض للمستثمرين، تشجيع إطلاق مصانع صغيرة في كل محافظة تركز على احتياجات المنطقة، دون أن تلوث البيئة كالصناعات النسيجية، الجلدية والتحف، الملابس التقليدية وغيرها من الصناعات. من جانبه، أكد عبدالله رافع الغامدي أن 60 في المائة من زوار المنطقة هم من أبنائها المقيمين خارجها، يأتون لها لقضاء إجازة الصيف في ربوعها، ويتطلعون لتجديد البرامج السياحية الترفيهية في كل عام. على صعيد آخر، أشار يوسف سعيد الغامدي إلى أن الشقق المفرشة في المنطقة تشهد في كل عام إقبالا كبيرا رغم سفر بعض الأهالي إلي بعض الدول، وقال «أتوقع أن تشهد المنطقة هذا العام إقبالا كبيرا من السياح، ما يؤدي لزيادة الطلب على العمائر والشقق المفروشة، خصوصا في ظل تراجع العرض في الفنادق والوحدات السكنية». وطالب عبدالله سعيد الزهراني من محافظة القرى بتشجيع المستثمرين على ضخ أموال في مشاريع حيوية هامة في المنطقة ومحافظاتها في قطاع السراه وتهامة والبادية، مضيفا كل قطاع له مميزات، ففي السراه فصل الصيف يكون الجو معتدلا إلا أن البرامج والأنشطة الصيفية ليست مناسبة فيه، وفي قطاع المخواه الأجواء معتدلة شتاء، فيضطر السياح لقضاء الشتاء في أحضان تهامة في المخواه وقلوة ولكنها تفتقد إلي الخدمات وقلة المتنزهات وعدم وجود أماكن سياحية وسيعة». وأكد يحيى صالح الغامدي ضرورة الاهتمام بالمباني والقرى الأثرية، مضيفا أن المصطاف والزائر للمنطقة أو أية محافظة من محافظاتها الستة لا يعرف إلا قرية ذي عين الأثرية، ويجهل بقية القرى الأثرية الأخرى لعدم وجود طرق معبدة للوصول إليها وغياب الإرشاد السياحي والاهتمام بالمكتب السياحية في المنطقة، وعدم وجود كتيبات ونشرات توعوية جديدة. غلاء الشقق المفروشة من جانبه، أبدى عثمان سالم الغامدي استياءه من الأسعار الخيالية في العمائر والشقق المفروشة، وقال «عانيت الأمرين حتى وجدت غرفة صغيرة ومتواضعة بسعر خيالي في أحد أيام الصيف لكثر الطلب وقلة العرض وجشع أصحاب العمائر»، لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار ليس له أي مبرر يذكر، وهو لا يخرج عن كونه استغلالا من قبل المستثمرين للسياح. وفي نفس السياق، قال سعيد أحمد الزهراني «حاولت جاهدا أن أجد شقة للإيجار بسعر مناسب، وصدمت بالأرقام الفلكية التي يطلبها أصحاب الشقق، كما أنهم يطلبون دفعة مقدم الإيجار، ما أضطرني إلى السكن في إحدى القرى بعيدا عن المدينة بمسافة طويلة». وتساءل ماجد عبدالله الغامدي عن أسباب عدم الاهتمام بتوفير السكن للسياح والمصطافين والزوار، متمنيا أن تولي الجهات المسؤولة اهتماما كبيرا بتوفير العمائر المفروشة بأسعار معقولة للمصطافين. من جانبه، أرجع خالد حسين الغامدي غلاء إيجارات المفروشة لكثرة الطلب وقلة عرض الوحدات السكنية. إلى ذلك، أكد علي سحمي عثمان بأن المنطقة تنتظر استثمارات رجال الأعمال، إذ لا زالت تنقصها الاستثمارات السياحية، رغم وجود العديد من الفرص الاستثمارية، التي ستزيد المنطقة جمالا، وأضاف نحن في حاجة ماسة للمجمعات التجارية الكبرى في محافظات المنطقة. وأشار عبدالغزيز العمري من أهالي المخواة إلى أن قرية ذي عين الأثرية اختيرت ضمن المواقع الأثرية والسياحية لموقعها الهام، ولكن لم تكن فيها أية خدمات للزوار، ويستقطع مبلغ مالي من الزائر للقرية خلال موسم الصيف أو الأيام العادية، ويوجه للجنة التطوير في قرية ذي عين، ولكن عندما يدخلها السائح برفقه العائلة لا يجد فيها إلا المناظر الطبيعية بدون أية خدمات أخرى كجلسات، وجبات أو برامج سياحية. وأكد ناجي سعيد الزهراني أن جميع محافظات المنطقة في حاجة إلى فنادق سياحية راقية؛ نظرا لكثرة السياح الخليجيين خلال موسم الصيف، لافتا إلى أنه لا توجد في الباحة إلا شقق مفروشة محدودة لا تفي بالغرض، ما يضطر البعض لوضع الخيام في المواقع السياحية. ويقول عطية علي الغامدي: الباحة تشهد حراكا سياحيا وأنشطة وفعاليات متنوعة في أوقات متعددة من الموسم، ما يحتم مواكبة تلك المميزات بتنفيذ مرافق مجهزة، خصوصا فيما يتعلق بقطاع الفنادق والشقق المفروشة الفاخرة. وتمنى أحمد ناجي الغامدي بناء المدن الصناعية من أجل تطوير المنطقة، مشيرا إلى أن المنطقة الصناعية في الباحة لم تر النور حتى الآن. وأكد عبدالله حسين الزهراني ضرورة دعم أصحاب مزارع الرمان في المنطقة التي توجد فيها أكثر من ستة آلاف شجرة رمان، تتنج في كل صيف كمية كبيرة من الرمان والذي يباع داخل وخارج المنطقة ويصل سعر الكرتون منه إلى 600 ريال لجودته النوعية ومذاقه. وأشار حسين العمري (من أهالي المخواة) إلى أهمية دعم إنتاج الكادي والموز البلدي في قرية ذي عين الأثرية علي مدار العام، وذلك دعما لسياحة المنطقة. من جانبه، قال بندر أحمد الغامدي: لم نجد أي تفاعل لتطوير البرامج السياحية في المنطقة منذ أكثر من 20 عاما، ولا تتعد مشاركات الإدارات الحكومية المحاضرات والندوات الدينية والثقافية والأدبية والشعرية فقط. متحف رغدان واستغرب علي جمعان الغامدي عدم بدء تنفيذ متحف الباحة في غابة رغدان رغم إعتماد إنشائه، وقال «نتطلع لأن يرى المشروع النور قريبا لأهميته السياحية». من جهته، أكد الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية في المنطقة المهندس سفر غرم الله الزهراني أن الغرفة بصدد إطلاق برنامج حافل في صيف هذا العام 1432ه يضم مسرحيات للرجال وأخرى للنساء وبعض الأنشطة الاجتماعية والثقافية بالتنسيق مع النادي الأدبي، مبينا أن الغرفة وقعت عقودا مع عدد من الشركات العالمية خارج المنطقة لإحياء صيف هذا لعام بالعديد من الفعاليات والبرامج المتميزة. وأضاف أن صيف هذا العام سيكون مميزا بألعاب وعروض بحرية وسيرك للألعاب البهلوانيه تنفذها عدد من الشركات من خارج المملكة. ويسعى جهاز تنمية السياحة في المنطقة إلى تحويل النشاطات السياحية المتناثرة في الباحة إلى صناعة منظمة وذلك من خلال وضع رؤية عامة مشتركة لخطة التنمية السياحية في المنطقة والاطلاع على مقومات التنمية السياحية فيها وتقييم إمكاناتها السياحية، دعم تنفيذ خطة الآثار والمتاحف في المنطقة والمحافظة عليها وحمايتها، تطوير المتاحف،?تحديد أولويات المشاريع السياحية بكافة أشكالها لإدراجها ضمن ميزانيات الجهات المعنية وخططها لتطوير المنطقة أو اعتمادها ضمن خططها التنفيذية، اعتماد البرامج الزمنية لتنفيذ المشاريع السياحية بكافة أشكالها في المنطقة، العمل على وضع سياسات تطويرية شاملة للقطاع السياحي في المنطقة، تشجيع القطاع الخاص في المنطقة على الاستثمار في التنمية السياحية الشاملة، وضع خطط لتنمية الموارد المالية لتمويل أنشطة التنمية السياحية في المنطقة، التخطيط لإنشاء شركات متخصصة للتنمية السياحية سواء بمشاركة الجهات الحكومية المعنية أو بمجرد دعمها وتوفير التسهيلات اللازمة لنجاحها تشكيل لجان التنمية السياحية في المحافظات التي لا توجد فيها مجالس مستقلة للتنمية السياحية، رفع مستوى الوعي العام بأهمية التنمية السياحية والمحافظة على الآثار، العمل على تحديث خطط التنمية السياحية الشاملة في المنطقة، توعية المجتمع المحلي بأهمية ودور السياحة، المساهمة في حماية واستثمار التراث الثقافي والطبيعي بالتنسيق مع الجهات المختصة، العمل على تذليل العوائق والصعوبات التي تواجه المستثمرين في القطاع السياحي لدى الجهات المختصة في المنطقة. مقترحات التطوير واعتمدت الجهة المعنية الركائز الخمس للتنمية السياحية في الباحة لتكون حجر الزاوية للتنمية السياحية لتكون وجهة سياحية تنافسية على المستويين الوطني والعالمي، وهي: إعادة تأهيل وسط الباحة، استثمار الموارد التراثية والثقافية، مدينة الباحة التعليمية، استثمار المنتزهات الطبيعية والاستراحات الريفية.