ضوئية لموضوع «أشاجعة» طريف المنشور في 3 يناير عبدالله مطلق شتيوي العنزي ما كنتُ لأكتب ما تقرؤونه الآن لولا ثقتي بالله أولاً وبسمو سيدي الأمير محمد بن نايف -حفظه الله- ثانياً، واثقاً بإنسانيته وإنصافه للمظلومين، سائراًَ بذلك على هدي والده -رحمه الله- وهدي نبي الرحمة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم. لقد أحزن قلبي ما قرأته في العدد (396)، قصةٌ تذهل لسماعها وتشخص أبصارك عند رؤيتها، عائلات كاملة، رجال ونساء وأطفال يعيشون داخل المملكة وهم من سكانها الأصليين ولا يحملون هوية تعريف بهم! بل هم محرومون من كل حقوقهم المدنية والإنسانية، يسكنون العراء، ويفترشون الرمال «بيوت لا تغني ولا تسمن من جوع». يُحرمون من تعليم أبنائهم في بلاد تنفق الملايين في مجال التعليم، حتى أنهم يُحرمون من راحة الموت بدفنهم بعد موتهم. توقفت الكلمات وانتابتني الدهشة بعد رؤيتهم، وتخيّلت للحظات أنني أشاهد قبائل بدائية في قارة إفريقيا، لكن نسمة الهواء العليل جعلتني أشم رائحة رمال بلادي، فسألت: ما هذا؟!!!! فجاءني الجواب أكثر من السؤال «عائلات سعوديّة»، هؤلاء الناس لم يتنازلوا عن حقهم في المواطنة، بل تقدموا بطلبات وأوراق وثبوتيات تثبت انتماءهم لهذه الأرض أباً عن جد. فما المشكلة إذاً؟! قالوا إن المعاملة في طور الإجراء منذ 33… تخيّلت بعدها أن يُقال (يوماً أو شهراً)، لكن المضحك المبكي أنهم قالوا منذ 33 عاماً! فقلت في نفسي إن هذه الدائرة التي تستهلك 33 عاماً لتبتّ قضيّة يجب أن تدخل قائمة «جنيس» للأرقام القياسية. هذه سخرية القدر، بل جور الإنسان على أخيه الإنسان، وتبجّحٌ واضح من الذين يؤخرون أمر هؤلاء البشر، وتقصير من بعض الموظفين المعنيين بحل مشكلات الناس، ولا أظن قادتنا يرضون بمثل هذا الأمر. ماذا يعني دفن معاملات وأوراق ثبوتية لسعوديين في أدراج المكاتب كل هذه الفترة، والجواب منهم دائماً يكون «المعاملة طور الإجراء» أي طورٍ يا أصحاب؟! تساؤلات كثيرة وإشارات تعجب واستفهامات تطرح نفسها، والطريف في الأمر أنه في نهاية اللقاء سألت الرجل عن اسمه الحقيقي، فقال: (طريف بن حييان الأشجعي)، كأن به يعطيني عنوان سكنه، فالمحافظة اسمها (طريف)، و(حييان) هو اسم الوادي الذي يقطنونه، فقلتُ في نفسي هذا هو العربي يبقي انتماؤه لأرضه وبلده مهما جارت عليه الأيام. وفي النهاية، نرفع أسمى آيات التكريم لسيدي الأمير محمد بن نايف، ونقول له نرجو أن يفرّج الله كربة هؤلاء الناس على يديك، ولك الأجر والثواب «فمن فرّج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرّج الله عنه كربة من كرب الآخرة».