كان الشاعر العربي الكبير أبو العلاء المعري( 363-449 ه) محباً للتأمل في الكون والحياة ، ولذلك أطلق عليه النقاد لقب شاعر الفلاسفة وفيلسوف الشعراء . وكان أبو العلاء ينظر إلى الحياة نظرة تشاؤمية ، فهو لا يرى فيها مايستحق أن يضحي الإنسان من أجلها : - تعب كلها الحياة فما أعجب إلا من راغب في ازدياد وبالرغم من تشاؤمه وعزلته في بيته ،وعزلته للناس وإصابته بالعمى ، إلا أنه كان يتأمل كثيراً في هذا الكون الواسع الذي أبدعه الخالق العظيم ، ولذا فقد كان له دراية جيدة بعلم الفلك ، ويحار الإنسان في الدقة التي يصف بها المعري المجموعات النجمية وطلوعها وشروقها الواحدة بعد الأخرى ،وهوالضرير الذي حرم من متعة البصر والنظر إلى السماء ونجومها وأفلاكها .... كان المعري يعرف أهم الكواكب في السماء ، خاصة كوكب زحل ، حيث يقول : زحل أشرف الكواكب دارا من لقاء الردى على ميعاد واللبيب اللبيب من ليس يغترر بكون مصيره للفساد وعندما نتأمل ماقاله المعري ، نجد أن كوكب زحل يحتل مكانة مميزة في النظام الشمسي ، فهو سادس أفراد المجموعة الشمسية بعداً عن الشمس ، تبلغ كتلته 95 مرة مثل كثلة الأرض ، ويبلغ قطره عند خط استوائه حوالي 121 ألف كيلا ، بينما يقل قطره القطبي عن هذا بحوالي عشرة بالمائة نتيجة لسرعة دوران الكوكب حول محوره . ويدور الكوكب دورة حول نفسه كل 10 ساعات و 39 دقيقة و 10 ثوان . ويلي كوكب زحل كوكب المشتري في الحجم ويشاركه في بعض الخواص الرئيسة مثل التركيب الكيميائي والمجال المغناطيسي وغيرها من الخواص . ومع ذلك فإن كثافة كوكب زحل حوالي 0.7جم في السنتميتر المكعب ، وهي أقل كثافة بين الكواكب الاخرى ، مما يدل على أن معظم مادة هذا الكوكب غازية . وعندما اقتربت سفينة الفضاء الامريكية ( فويجر2) من زحل بثت قياسات مباشرة للجزيئات الكيميائية في الجزء المرئي من الغلاف الجوي . وتأكد العلماء من وجود بعض الغازات مثل الميثان والهيدروجين والأمونيا والهيليوم ، بالإضافة إلى آثار من مركبات الفوسفينوالإيثانوالأستيلين والميثيل استيلينوالبروبان . ولو كان المعري مبصراً ونظر إلى السماء من خلال المقراب ( التلسكوب) لرأى أن كوكب زحل هو أجمل الكواكب بحلقاته الرائعة والجميلة ..... وقد اتضح من الاكتشافات الحديثة أن حلقات زحل ليست الست حلقات المشهورة والتي تعد من أجمل المناظر السماوية ، لكن هناك آلاف من الحلقات التي تبدو كالدوائر . وتتكون هذه الحلقات من بلايين الأجسام الصغيرة التي تتحرك حول الكوكب . وتمتد الحلقات الرئيسية بعرض كلي قدره حوالي (74000)كيل من حوالي ( 7000) كيل فوق الغلاف الجوي لهذا الكوكب الجميل . ولو كان شاعرنا المعري مبصراً لقال : زحل أجمل الكواكب داراً من لقاء الهوى على ميعاد