واختار ابن أختي الراحل (أبو أحمد) في الذكرى الثالثة لرحيله زيارتي في المنام. وهو وأنا اعتدنا أن نكون سوياً في كل وقت ومنذ رحيله وهو معي وأمامي أذكره في كل وقت وفي كل موقف وتحت كل الظروف. سمعته يسألني ما أخباركم وكيف أولادي وبناتي وما هو الجديد لديكم؟ قلت له لا جديد لدينا، فالأمور كما هي حين غادرتنا.. لا جديد. مجرد أمراض وأعراض أمراض تأتي وتذهب، المستشفيات أصبحت متاجر والأطباء أصبحوا سماسرة. وكل يوم تصدر قرارات جديدة يقولون إنها في مصلحة الأحياء (أي المواطنين) لكننا عندما نتفقدها لا نجد فيها المصالح التي يقولون. أولادك وبناتك (أظن أنهم) مازالوا على اتصال ببعضهم. بعدك تلاشت المحبة. لا تشغل نفسك بدنيا الأحياء ودعك في عالمك المليء بالرحمة والمودة والسعادة فأنت تستحق أن تكون في عالم مختلف. وغداً عندما نلحق بك سيحكي كل منا ما عنده. أنا لم أنس خوفي وخوفك في الطفولة من (سلمى المجنونة) تلك المرأة التي كانت ترعب كل سكان القرية وكانوا يخيفوننا منها بالقول: إنها يمكن أن تلقي القبض علينا ثم تلقينا في البئر المجاورة للصخرة التي كانت تسكن تحتها.. جاء وقت بعد رحيلك تمنيت فيه أن تكون سلمى فعلتها بنا في الصغر، وشعرت أنها أمنية لو تحققت لجنبتنا كثيراً من المعاناة التي رحلت أنت بقسط وافر منها وبقيت بعدك أجمع مزيداً من المعاناة والتعب. رحمك الله ورحمنا من بعدك.