تعيش أرملة سعودية، فاق عمرها 80 عاما، بصحبة بناتها الخمس في منزل شعبي بحي القابل وسط أبها، معاناة كفاح لم تنته منذ ما يقارب 15عاما، وأمام هذا الحال حرمت بناتها الخمس من الدراسة بسبب الأوضاع المادية السيئة التي يعشنها؛ فدخلهن الشهري لا يتجاوز 800 ريال. “شمس” زارت منزل الأرملة لتتعرف عن قرب على واقع حياتهن وتدبير شؤونهن في ظل الفقر والحرمان الذي يعشنه، واستطاعت استنطاقها رغم عفة نفسها وكبر سنها، فقالت: “اسمي شارة، وأسكن في هذا المنزل مع بناتي منذ وفاة والدهن بسبب جلطة في المخ أصابته بعد صلاة الجمعة ولم تمهله كثيرا فغادر على أثرها الحياة”. وتتابع حكايتها المأساوية: “عشت بعده الأمرين، فرحيله نقلنا إلى عالم مظلم بسبب متطلبات الحياة، وأصبحنا نعيش على صدقات أهل الخير، فبناتي لم يستطعن إكمال دراستهن بسبب ظروفنا المعيشية الصعبة، حيث لم يجدن من يؤمن لهن متطلبات المدرسة من دفاتر وحقائب”. وتضيف: “حاولت العمل لدى بعض الأسر المقتدرة في أبها، ولكن الآن لم أعد أستطيع بسبب كبر السن وبعض الأمراض التى بدأت تصحبني، وكل همي الآن هو أن يداهمني الموت وتضيع بناتي من بعدي حيث لا يوجد لدي دخل غير 800 ريال نستلمها من الضمان الاجتماعي، ولدي إيجار منزل بمبلغ 500 ريال فتتبقى 300 ريال أحاول أن أسد بها رمق بناتي الخمس”. وعما إذا كان لديهن أقارب، تقول: “لا يوجد لدي قريب سوى عم لبناتي هجرنا منذ زمن بعيد ولا نعرف عنه شيئا ولا حتى وسيلة اتصال به، وإنني أجد نفسي في وضع نفسي صعب بسبب حالتى الاجتماعية والمادية حيث لم تذق بناتي طعم اللحم منذ عيد الأضحي المبارك ولا أخفي عنك سرا أنه في بعض الليالي تنام بناتي دون أكل وذلك بسبب سوء الحال وقلة ما في اليد”.