عادت شريفة إلى منزل والدها بعد هروبها من زوجها الثمانيني، وتخفّيها لدى أقاربها، بعد مساهمة هيئة «حقوق الإنسان» في تطليقها منه الأربعاء الماضي. «الشرق» التقت شريفة وأسرتها داخل منزلهم في قرية «الشبقة»، التابعة لمركز الحرث، حيث تتكون الأسرة الفقيرة من والدين و13 ابناً وابنة. وتقول شريفة «تزوجت المسن بسبب دموع إخوتي، فقد أشفقت على أسرتي، التي تفتقد أبسط مقومات الحياة الكريمة، ما بين تشرد، وحرمان من التعليم والمسكن الآمن، وحتى اللعبة لا يجدها أشقائي، كما أنهم لا يذوقون اللحم إلا في المناسبات أو ما يجود به أهل الخير». وتكمل شريفة لطالما عانينا أثناء اشتداد المطر، فيصطحبنا والداي إلى بيت جيراننا لنحتمي من غزارة الأمطار»، مبينة «والدي لم يستطع إكمال أوراق بطاقة الأحوال لاستخراجها، وبقينا ننتظر مصيرنا. حلم المنزل أما الأم الأربعينية مريم هزازي، فتبين أنها تملك بطاقة أحوال، وهي غير متعلمة، وتتمنى تصحيح وضع زوجها، وهو من أبناء قبيلتها، ويحصل على بطاقة أحوال، وتناشد أن تُمنح منزلاً من إسكان الملك عبدالله التنموي أو من فاعل خير. كما تتمنى قبول أبنائها وبناتها في المدرسة حتى يحصلوا على الرعاية الصحية. ويقول علي شويعي مدوح هزازي عن الوضع المادي الصعب وحالة العيش، إنه حصل على أراضٍ أصحابها يعملون في المناطق الأخرى وهو يقوم مع أسرته بالعمل فيها وزراعتها بالقمح (الخضير)، ومن ثم يباع محصولها وجزء منه يتم تخزينه كتموين وقوت أسرته إلى الموسم التالي. ليتغلب على الظروف المعيشية التي يقاسيها وأسرته.. تواصلت «الشرق» مع الشؤون الصحية وإدارة الأحوال المدنية في محافظة الحرث، حيث نقلت لهم معاناة «شريفة» وأسرتها، ووعدت الجهات الثلاث بالرد في أقرب فرصة. الزميل عبدالمجيد العريبي يشارك الأسرة في حصاد القمح (الشرق)